ازدادت حدة الاحتجاجات بالمنطقة الصناعية بحاسي الرمل من طرف عمال سوناطراك، الرافضين لمقترح إلغاء التقاعد النسبي وإقرار سن التقاعد في سن الستين، بتنظيم مسيرة سلمية حاشدة جابت المنطقة الصناعية. احتج، مساء أمس، عمال القاعدة الصناعية بحاسي الرمل على مقترح الحكومة الداعي لإلغاء التقاعد النسبي وجعل سن التقاعد في سن الستين، بعد اجتماع الثلاثية يوم السبت الفارط، فقد أبدى هؤلاء غضبهم واستياءهم من هذا المقترح المجحف في حقهم، الذي ستنجر عنه عواقب وانعكاسات سلبية على واقعهم الاجتماعي والمهني، وحتى النفسي. وهدد المحتجون المتجمعون أمام المركب الإداري لمديرية الإنتاج لسوناطراك، لليوم الثاني على التوالي، باللجوء إلى احتجاجات واسعة والتهديد بتوقيف الإنتاج، في حال الإبقاء على هذا المقترح “الظالم”، حسبهم، داعين في مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من المركب الإداري باتجاه مختلف مؤسسات القاعدة الصناعية، الوزير الأول ورئيس الجمهورية بالأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية لعمال الجنوب الذين كانوا يأملون في لقاء أهاليهم بعد سنوات طويلة عملوها في أقصى الجنوب، تجاوزت الثلاثين سنة، قاسوا فيها من الظروف الطبيعية والمناخية الصعبة، من حرارة شديدة وزوابع رملية وعزلة كبيرة، مؤكدين أن بعض زملائهم انتقلوا إلى الرفيق الأعلى بفعل الضغط والاكتئاب، وآخرين أصيبوا بنوبات هستيريا وانهيار نفسي وعصبي، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة وحوادث العمل، لنقص التركيز، وهي ظروف وجب على الحكومة مراعاتها قبل المصادقة على مقترحها لتفادي اختلالات نشاط قطاع المحروقات، المصدر الرئيسي للاقتصاد الوطني وتوفير مناصب شغل للشباب البطال.