تحضر جبهة القوى الاشتراكية، وكما جرت العادة، لإحياء ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام، والتي تتزامن مع 20 أوت من كل عام، واتخذ حزب الدا الحسين هذه السنة شعار الاحتفالية ب«من الإجماع لتحرير البلد إلى الإجماع لتحرير الشعب"، مجددا رفع شعار "أولوية السياسي على العسكري". وستنظم اليوم السبت جبهة القوى الاشتراكية تجمعا شعبيا بقرية إيفري أوزلاڤن بولاية بجاية، على الساعة العاشرة صباحا. ويعد هذا الإحياء بمثابة وقفة ترحم وإشادة خاصة من طرف أقدم حزب معارض بالشهداء وجميع أولئك الذين ضحوا بكل شيء من أجل الاستقلال الوطني وبناء جمهورية ديمقراطية واجتماعية، ويعتبر الأفافاس أن هذه الوقفة تأتي لتأكيد التزامه بمبادئ نوفمبر ومؤتمر الصومام. ودخل حزب الدا الحسين منذ ما يقارب الأسبوع في سباق مع الزمن من أجل تجنيد المناضلين لإحياء ذكرى مؤتمر الصومام، وهو النشاط الذي يعتبر الأكبر بالنسبة للحزب هذه السنة، مع ما يحمله هذا التاريخ من رمزية في مخيال وذاكرة الجزائريين وتاريخهم، وترى قيادة "الأفافاس" أن الإجماع الذي حققه الجزائريون بمناسبة ثورة نوفمبر 1954 والذي تعزز حسبها بمؤتمر الصومام ونتائجه مكن من تحرير الجزائر، يجعل الإجماع الوطني الذي يبحث عنه الحزب في الوقت الراهن من خلال المبادرة التي أطلقها، هو السبيل الأمثل حسب قيادات الأفافاس لإنقاذ الجزائر من جملة المشاكل السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها. وتعتقد قيادة الأفافاس أن الإجماع الذي حققه مؤتمر الصومام، من خلال أرضية سياسية، مذكرة أنه خلال هذا المؤتمر تم التأكيد على "مبدأ أولوية السياسي على العسكري"، مشيرين إلى أنه "يبقى مبدأ مطالب باحترامه وتطبيقه". وبالنظر للأوضاع الإقليمية التي تعيشها الجزائر اعتبرت قيادة جبهة القوى الاشتراكية أن إحياء ذكرى مؤتمر الصومام هي مناسبة "لتجديد روح الاستقلال، روح المواطنة، وأمل الديمقراطية لدى الشعب". مضيفة "إن الأفافاس يريد يكون هذا الموعد تاريخي"، مبررين ذلك بالقول أن "بناء ديمقراطية الأمة الجزائرية هو مطلب تاريخي وسياسي". وما يزال حزب الراحل الدا الحسين، يراهن على إجماع وطني تشارك فيه جميع الأطياف السياسية سواء تعلق الأمر بالتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أو غيرها. ومن المرتقب أن يجتمع المجلس الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، بعد هذه الاحتفالية، ليدرس الحزب ما يراه مناسبا من خلال تحديد برنامج الحزب للأشهر القليلة القادمة، التي يبدو أنها تؤشر بخريف ساخن سياسيا، خاصة وأن ما ستستقبله الساحة السياسية في قابل الأيام لن يخرج عن إطار التحضير للاستحقاقات القادمة.