يعتزم مجلس الأمن الدولي غدًا السبت عقد جلسة حول سوريا، يبحث فيها مشروع قرار قدمته فرنسا وإسبانيا يحث روسيا والولايات المتحدة على ضمان هدنة فورية في مدينة حلب السورية "وإنهاء كل الطلعات الجوية العسكرية فوق المدينة"، في وقت عززت فيه موسكو من قواتها على الأرض في البلد الذي يتخبط في الحرب منذ 5 سنوات. وقال سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيصوت على مشروع القرار الفرنسي، فيما لمّحت روسيا إلى أنها ستستخدم حق النقض "الفيتو" لعرقلة القرار الذي أعدته الدولتان الأوربيتان. وقال سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين اليوم الجمعة "هذه ليست مسودة تصلح لتبنيها، لدي شك في أن الدافع الحقيقي هو دفع روسيا لاستخدام الفيتو.. لا أرى كيف يمكننا أن نترك مثل هذا القرار يمر". وقال فرانسوا ديلاتر سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة اليوم الجمعة، إنه طلب طرح مشروع القرار للتصويت يوم السبت، وفي واشنطن قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرلوت، إنه يعتزم التوجه إلى نيويورك من أجل التصويت. وبدا أنه يكرر تصريحات أدلى بها آخرون من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وتشير إلى أن روسيا قد تكون مشاركة في جرائم حرب في سوريا. وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية قائلا "الأمين العام للأمم المتحدة تحدث عن جرائم حرب. هذه هي الحقيقة". تفاصيل المشروع ويطلب نص مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة طرح خيارات لرقابة تحت إشراف الأممالمتحدة للهدنة، ويهدد "باتخاذ إجراءات إضافية" في حال عدم التزام "أي طرف من أطراف الصراع داخل سوريا". وتحث مسودة القرار روسيا والولايات المتحدة "على ضمان التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية بدءً بحلب ..ومن أجل هذا.. إنهاء كل الطلعات الجوية العسكرية فوق المدينة". وعلّق السفير الروسي لدى الأممالمتحدة قائلا "لم يسبق أن طلب أعضاء المجلس من عضو دائم الحد من أنشطته". وأضاف "من المفترض أن أصوّت على أمر يجب على جيشنا بعد ذلك الامتثال له. هذا لا يعني أن بعض الأمور لا يمكن أن تحدث لكنها لا يمكن أن تحدث عبر عملية بعينها وهي بالتأكيد ليست طرح قرار بهذه الصيغة على الطاولة". وقامت روسيا والصين من قبل بحماية الحكومة السورية من إجراءات بمجلس الأمن من خلال منع تمرير عدد من القرارات من بينهما محاولة لإحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية. مشروع على الطاولة وقوات على الأرض وعلى الميدان يبدو أن موسكو تسابق الزمن لكسب المعركة على الأرض، حيث أظهر تحليل جديد أجرته وكالة رويترز لبيانات معلنة، أن روسيا عززت قواتها في سوريا منذ انهيار وقف إطلاق النار في أواخر سبتمبر/ أيلول، حيث أرسلت قوات وطائرات وأنظمة صاروخية متطورة. وتشير البيانات إلى تضاعف حجم الإمدادات عن طريق الجو والبحر، مقارنة مع فترة قاربت الأسبوعين قبل الهدنة. وهذا أكبر نشر عسكري روسي في سوريا على ما يبدو منذ أن قال الرئيس فلاديمير بوتين في مارس/ آذار إنه سيسحب بعضًا من قوات بلاده من هناك. وقال محللون عسكريون إن القوة البشرية الإضافية ربما تشمل متخصصين لتشغيل نظام إس-300 لصواريخ أرض جو الذي نشر في الآونة الأخيرة. وأضافوا أن ذلك النظام سيحسن قدرة روسيا على السيطرة على المجال الجوي في سوريا، حيث تدعم قوات موسكو حكومة الرئيس بشار الأسد وقد يكون الهدف منه ردع أعمال أمريكية أكثر صرامة. وقال جاستين برونك الباحث الزميل في المعهد الملكي لدراسات الدفاع في لندن، "النظام إس-300 يمنح روسيا بالأساس القدرة على إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا.