دعا الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، إلى ضرورة ذهاب القيادة الحالية للحزب لهيئة "انتقالية تجمع كل الفرقاء السياسيين" داخل الحزب حول هدف واحد وهو النجاح في الانتخابات التشريعية القادمة، فيما اعتبر أنه "لا يمكن أن نصنع قماشا جديدا بما بقي من ثياب رثة". في أول خرجة لعبد العزيز بلخادم، بعد استقالة عمار سعداني وتولي جمال ولد عباس الأمانة العامة للحزب العتيد، عاد الأمين العام الأسبق للحزب العتيد، لاستقالة سعداني مستبعدا فرضية السبب الصحي لاستقالته قائلا "لا أعتقد أنها استقالة بالمفهوم العادي للكلمة"، مشيرا إلى أن سعداني كان يوم 5 أكتوبر الماضي يتحدث من منطلق "الاقتناع بالاستمرار في المنصب وبالثقة في النفس"، متسائلا "فما الذي حدث صحيا؟"، فيما تمنى الشفاء لسعداني إذا كان هذا هو السبب الرئيسي في استقالته، قبل أن يعلق "لكن لا أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي للاستقالة". وفي حواره مع القناة الأمريكية الناطقة بالعربية "سي أن أن عربية"، ذكر بلخادم أن الأداء الذي شهده الحزب طيلة السنوات الثلاث الأخيرة "لم يكن أداءً فكريًا من أجل تقديم أفكار وبدائل واقتراحات والعمل على تنشيط الدائرة التكوينية للمناضلين وتمكين الدولة من أن تستفيد من خزان الأفكار الموجود عند إطارات حزب جبهة التحرير الوطني"، معتبرا أنه لم يكن هناك سوى "التجاذب والملاسنات والاتهامات"، ممّا أدخل الحزب -حسبه- في "دائرة العداء مع كل المحيط سواء المحيط السياسي" الممثل في الأحزاب أو "حتى أحيانا المحيط السلطوي بدوائرها المختلفة". وقال في السياق "هذا، ربما الذي جعل الوضع ضيقًا على قيادة جبهة التحرير الوطني، ثم زادت التصريحات النارية في التعجيل برحيل السيد عمار سعداني". وبخصوص القيادة الحالية للحزب العتيد، قال بلخادم إنه "لا أحد يطعن في نضال جمال ولد عباس ولا في نضال عمار سعداني"، إلّا أن الأداء وكيفية التسيير والتقبل والترفع في معالجة القضايا ورفع مستوى الخطاب السياسي، كلها أمور -حسب لخادم- تختلف من شخص إلى آخر، متمنيا لولد عباس التوفيق، معلقا بالقول "ولكن لا يمكن أن نصنع قماشا جديدا بما بقي من ثياب رثة، إذا أردنا أن ننتقل نقلة نوعية بحزب جبهة التحرير"، مشيرا إلى أن الحزب العتيد عرف أزمة قوية "والمطلوب هو جمع الشمل"، بالإضافة إلى العمل على "تمكين جميع" أبناء وبنات جبهة التحرير الوطني "من أن يعودوا إلى صفوف الحزب في النضال وفي المسؤوليات"، مؤكدا أن هذا لا يتم إلا بإرادة من المسؤول الأول عن الحزب وهو جمال ولد عباس "من أجل الذهاب بهيئة انتقالية" تجمع كل الفرقاء السياسيين داخل الحزب حول هدف واحد وهو "النجاح في الانتخابات التشريعية القادمة والتمكين للحزب بأن يبقى القوة السياسية الأولى". من جهة أخرى، انتقد رئيس الحكومة الأسبق، طريقة مواجهة الحكومة للأزمة المالية الحالية، واصفا الحلول المنتهجة بأنها "حلول ترقيعية"، سواء ما تعلق برفع منسوب الضرائب في الخزينة العمومية أو بشطب بعض المشاريع من قائمة الإنجاز في ميزانية التجهيزو مضيفا "صحيح أنها حلول ضرورية" لكن -حسبه- "ينبغي أن يتم العمل على المدى المتوسط وفي بعض الأحيان على الأمد الطويل".