دعا عدد من قياديي المجلس الوطني للنقابة المستقلة للشبه الطبي إلى عقد اجتماع طارئ لمواجهة ما وصفوه بالاستفزازات غير المسؤولة الصادرة عن وزير الصحة جمال ولد عباس، الذي اتهموه بتأجيج الوضع عند ظهوره أول أمس في حديث نقلته نشرة الثامنة. وأكد هؤلاء أنه بدل أن يدعو ولد عباس إلى الحوار عشية دخول الممرضين في إضراب وطني مفتوح بداية الشهر المقبل، راح يصعد الوضع على حد تعبيرهم. واستنكر القيادي بالمجلس، الوناس غاشي، تصريحات الوزير واعتبرها استفزازية ومهينة للمرضين الجزائريين، كما أدان ما وصفه بمناورة ولد عباس عشية لقاء كان يرتقب أن يجمعه بالنقابة غدا، وهو اللقاء الذي قررت النقابة مقاطعته إلى حين إعلان وزير القطاع اعتذاراته في نشرة الثامنة على ما وصفوه بالسقطات التي صدرت عنه في حق الممرضين عندما قام بمحاكمتهم لدى الرأي العام الوطني. واعتبر الوناس، في حديث مع ''البلاد''، أن كل إدانة للممرض الجزائري هي قبل كل شيء إدانة للوزير ذاته الذي لا يعرف حسبه واقع الصحة في البلاد ولا يدري ما يدور في المستشفيات، مضيفا أن ولد عباس لا يرى من هذا الواقع إلا ما يعرضه عليه مستشاروه. وشدّد المتحدث على أن خرجة الوزير التي حاول من خلالها الرد على التلويح بالإضراب باستغلال معاناة المواطنين تنم عن جهله معاناة شريحة الممرضين الواقعين بين سندان سوء التسيير في القاعدة والقمة وبين مطرقة معاناة المرضى الجزائريين. وأكدت المتحدث أن نقابة ''ساب'' المستقلة قررت بالإجماع مقاطعة لقاء الوزير غدا بسبب سوابقه وعدم التزامه بوعوده. كما أشار غاشي إلى أن تهديد الوزير بفقدان الممرضين منحهم بأثر رجعي منذ 2008 إن هم لم يوافقوا على القانون الأساسي كما اقترحته الوزارة، هو ابتزاز سيؤجج الوضع ويزيد من حدة الاحتقان في أوساط الممرضين المقدر عددهم بحوالي 100 ألف ممرض، مشيرا إلى أن مكالمات عديدة تهاطلت عليه من ممرضين في ربوع الوطن للتعبير عن تذمر وسخط كبيرين أعقبا تصريحات ولد عباس. وأكد أن هذا الأخير يحاول مساومتهم بطريقة لا تستند إلى أي مبرر قانوني فضلا عن تناقضها مع قرار الوزير الأول أحمد أويحيى.