توقف النشاط بصفة شاملة على مستوى الورشتين المفولذتين والفرن العالي ووحدتي الدرفلة على البارد والساخن منذ يوم الأربعاء المنصرم بفعل احتجاج عارم، قاده 560 عامل بشركات المناولة التابعة للخواص بمركب أرسيلور ميتال بعنابة، تنديدا بتخلي إدارة المؤسسة والشريك الاجتماعي عن التزامات سابقة بإدماجهم النهائي بالمركب. وشهد يوم أمس حسب مصادر عليمة تصعيدا في الحركة الاحتجاجية، حيث اقتحم الغاضبون ومعظمهم طرد من منصب عمله مؤخرا ، في حدود الساعة التاسعة صباحا. مقر النقابة ووحدة الفرن العالي، متسببين في شلل كلي لحركة عربات القطار على مستوى خط السكك الحديدية الرابط بين وحدة الفرن العالي والوحدات الإنتاجية الأخرى، وبالخصوص وحدة الدرفلة على الساخن التي لم يتم تزويدها بالمواد الخام 4 أيام. ورغم مسارعة مسؤولين من مصلحة الموارد البشرية بالمديرية العامة إلى التحاور مع المحتجين وتقديم اقتراحات لاحتواء أزمة الشلل في الانتاج، إلا أن العمال المطرودين من شركات المناولة رفضوا التخلي عن الاحتجاج، مهددين بالصعود إلى الفرن العالي على علو 150 متر في حالة عدم تدخل الأمين العام للنقابة، والمدير العام للمركب من أجل منحهم ضمانات كتابية تضمن لهم حق الإدماج النهائي والدائم ضمن طاقم العمال العاملين بالمركب، بدلا من العمل لدى شركات الخواص المتعاقد معها من طرف إدارة أرسيلور ميتال. وأرجع المضربون سبب رفضهم العدول عن قرار وقف الحركة الاحتجاجية إلى عدم التزام الأمين العام للنقابة بوعود إدماجهم في هذا الظرف الحساس، حسبهم، على الرغم من استغلاله لهم خلال اقتحامه رفقة 300 عامل البوابة الرئيسية للمركب وعودته لممارسة نشاطه النقابي طوال فترة منعه من دخول المركب من طرف أعضاء المجلس النقابي خلال صراعه النقابي السنة الماضية ولا يزال الاحتجاج متواصلا الى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس في وقت تقدمت المديرية العامة للمركب، باقتراح الإدماج الفوري لحوالي 100 عامل، على أن يتم إدماج تدريجي لبقية العمال في ظرف 18 شهرا من الآن. ورغم هذه التنازلات، يرفض المحتجون ترك مواقع احتجاجهم وتحرير العملية الإنتاجية، حيث كانت لغة التفاوض معهم يوم الأربعاء الماضي لا تتجاوز ''تعهد الإدارة بالتدخل لدى مسؤولي شركات المناولة خاصة العاملين في الورشات الإنتاجية بإلزامهم بالزيادة في الأجور، وترك ملف التوظيف الدائم بالمركب جانبا كونه قرارا يتجاوز صلاحيات إدارة المركب''. وقد حاولت ''البلاد'' نقل رواية الشريك الاجتماعي لتطورات هذه الأحداث، غير أن الأمين العام للنقابة ظل هاتفه يرن دون رد. في حين صرح عضو بالمجلس النقابي أن ''اجتماعا مبرمجا بين الإدارة والنقابة هذا اليوم لبحث هذة الإشكالية''.