كشف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أنه من المنتظر عقد اجتماعات على مستوى وزراء خارجية تونسوالجزائر ومصر تمهيدا لعقد قمة ثلاثية على مستوى رؤساء الدول لبحث تطورات الوضع السياسي والأمني في ليبيا. وحسب ما نقلت الصحافة التونسية فإن السبسي لم يحدد في حواره لمجلة "ليدرز" موعدا لاجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث، وحتى القمة على مستوى الرؤساء مضيفا أن تونس بصدد العمل لرأب الصدع في ليبيا وإصلاح ذات البين وتقريب الشقّة وإحلال الوئام والوحدة الوطنية في دعم واضح للمقاربة الجزائرية التي ترتكز على التعجيل بحل سياسي توافقي للأزمة. وعبر السبسي عن تطلعه إلى عودة الاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى أن "الإرهابيين الذين يهاجمون تونس يأتون من هذا البلد"، كما أكد الرئيس التونسي دعمه رئيس الحكومة الليبية المكلف فايز السراج "حتى تبقى ليبيا موحدة"، على حد تعبيره. وتابع: "لدينا العديد من المشاكل مع ليبيا موحدة، فكيف سيكون الأمر في حال لو كانت مقسمة". وأوضح السبسي أن "مسلحي داعش ليسوا بمسلمين ولا يمثلون الإسلام، بل إن هدفهم الوحيد هو افتكاك السلطة"، مؤكدا أن "تونس مصممة على مواجهة هذا التنظيم الإرهابي". ويرى الرئيس أن "دحر الإرهاب والإرهابيين يتطلب القضاء على الأمية والتهميش ومجابهة البطالة"، يقول مراقبون إن تحرك السبسي الذي بادر بزيارة للجزائر الشهر الماضي يهدف إلى إبداء حسن النوايا في معالجة الملف الليبي، عن طريق محاولة الترتيب لعقد قمة تجمعه برئيسي مصر والجزائر في أقرب فرصة لتنسيق المواقف بشأن الوضع الإقليمي أيضًا في العراق وسورية، وكذلك مسائل مكافحة الإرهاب وضبط الحدود في ظل الحديث عن عودة المقاتلين الأجانب إلى الدول المعنية، وسبل العمل على إحياء المفاوضات المتعثرة بين الليبيين. ولمح السبسي في تصريح تلفزيوني مؤخرا إلى هذه القمة، واقترح "أن تتقابل الدول التي لديها اتصال مباشر حدودي وجغرافي وأمني واقتصادي مع ليبيا". وقال السبسي"إذا وفّقنا الله وتقابلنا مع بعضنا البعض ومع الليبيين أيضًا، فبالنصيحة سنوفر للإخوة في ليبيا فرصة مهمة من فرص عودة الأوضاع إلى طبيعتها"، مؤكدًا أنّ تونس ترحّب بهذا اللقاء. وأضاف أن تونسوالجزائر ومصر ترغب في "أن تعود ليبيا إلى سابق نضارتها، وأن تتجنب تقسيم التراب الليبي". من جهة أخرى اجتمع مسؤولون أمنيون من تونس ومصر والجزائر مؤخرا لدراسة تقارير أمنية غربية حذرت من تمدد تنظيم "داعش" إلى دول الجوار موازاة مع عودة مرتقبة لمقاتلي التنظيم من سورياوالعراق، وكشف مصدر أمني جزائري تلقي تقارير تشير إلى عودة جهاديين ليبيين وآخرين من تونس إلى بلدانهم لخلق فروع ل«داعش" في شمال إفريقيا. في المقابل بدأت مصالح الأمن في مصر، تونسوالجزائر في التحضير والتجهز لاحتمال عودة جهاديين إلى المنطقة، وقال مصدر عليم إن اجتماعات تنسيقية بدأت قبل أقل من أسبوع بين مسؤولين كبار في أجهزة الأمن في مصر، الجزائروتونس لبحث ملف التصدي لجماعة داعش في ليبيا.