كشفت مصادر إعلامية تونسية أن زيارة الرئيس الباجي ڤايد السبسي إلى الجزائر التي ستستغرق ساعات، ويلتقي خلالها نظيره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تدرس إمكانية عقد قمة ثلاثية بين القاهرةوتونسوالجزائر بحضور مسؤولين ليبيين لتوحيد المواقف بخصوص مساعدة البلد الجار أمنيا وسياسيا. ويجري الرئيس التونسي الباجي ڤايد السبسي، هذا الخميس، زيارة عمل رسمية إلى الجزائر، يلتقي خلالها الرئيس بوتفليقة. وتعد هذه الزيارة الثانية للسبسي منذ اعتلائه الرئاسة، نهاية 2014. ولم تفصح الرئاسة التونسية عن فحوى الجولة الخاطفة، لكن تسريبات من دوائر سياسية تونسية أدرجت الزيارة ضمن خانة ”رفع اللبس” عن ملفات حساسة لغمت العلاقات بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة، تتعلق أساسا بكيفية إدارة تونس مع واشنطن للملف الليبي، خاصة بإعلان السبسي وجود طائرات عسكرية أمريكية تراقب المناطق الحدودية مع ليبيا بدعوى محاربة الإرهاب. ويقول مراقبون إن تحرك السبسي يهدف إلى إبداء حسن النوايا في معالجة الملف الليبي عن طريق محاولة الترتيب لعقد قمة تجمعه برئيسي مصر والجزائر في أقرب فرصة، لتنسيق المواقف بشأن الوضع الإقليمي أيضا في العراق وسوريا، وكذا مسائل مكافحة الإرهاب وضبط الحدود في ظل الحديث عن عودة المقاتلين الأجانب إلى البلدان المعنية وسبل العمل على إحياء المفاوضات المتعثرة بين الليبيين. وكشفت مراجع تونسية رفيعة أن احتمال عدم عقد القمة على مستوى الرؤساء قد يكلل بترتيبات لاستبدال انعقادها على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث باعتبارهم أكثر الحكومات المعنية مباشرة بتطورات الملف الليبي. ولمح السبسي في تصريح لقناة ”يورو نيوز”، إلى هذه القمة، واقترح أن ”تتقابل الدول التي لديها اتصال مباشر حدودي وجغرافي وأمني واقتصادي مع ليبيا”. وقال السبسي ”إذا وفّقنا الله وتقابلنا مع بعضنا البعض ومع الليبيين أيضًا، فبالنصيحة سنوفر للإخوة في ليبيا فرصة مهمة من فرص عودة الأوضاع إلى طبيعتها”، مؤكدا أنّ تونس ترحّب بهذا اللقاء. وأضاف أن رغبة تونسوالجزائر ومصر أن ”تعود ليبيا إلى سابق نضارتها، وأن تتجنب تقسيم التراب الليبي”. وفي ذات الموضوع، اعتبر وزير الشؤون الخارجية التونسية خميس الجهيناوي، بباريس، أن غياب سلطة الدولة في ليبيا يؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا على تونس، وبقية دول الجوار، وعلى منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. وبالموازاة مع الزيارة الخاطفة، لا تغيب تصريحات ”صادمة” - كما فهمها الجزائريون - ساقها الرئيس التونسي حين كشف توقيعه على قرار يقضي بالسماح لطائرات أمريكية دون طيار باستغلال الأجواء التونسية لضرب مواقع في الأراضي الليبية تحت مبرر مكافحة الإرهاب وقصف معسكرات لتنظيم داعش، فقد أظهرت تبريرات حاكم البلاد وقوعه تحت ضغط أمريكي. في المقابل، يسعى السبسي إلى تلطيف الأجواء مع الجزائر، بإقناعها بتكثيف التنسيق الأمني في ملف ترقب عودة آلاف المقاتلين الأجانب منهم تونسيون ومن ليبيا وسوريا والعراق واليمن، الذين يعتبرون ”قنابل موقوتة” للأمن الإقليمي، حيث يريد السبسي تكرار التجربة الجزائرية التي أعلنها بوتفليقة بسن ميثاق المصالحة الوطنية، بأن يتم العفو عن الإرهابيين شرط إعلان توبتهم.