مازالت طريقة هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلي الطرابلسي يكتنفها الكثير من الغموض، خاصة ان احداً لم يكن يتوقع ان تفضي الاحتجاجات الشعبية في تونس الى تنحي بن علي وفراره وعائلته من البلاد. وأوضح أحد أفراد طاقم الخدمة الرئاسي التونسي أن بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، تعمدا عدم إظهار ما يلفت الأنظار إلى عزمهما الفرار إلى خارج البلاد. وأضاف أن قرينة الرئيس طلبت الغداء من طاقم الخدمة، ولكن أسرة الرئيس لم تتناوله، بل اختفت الأسرة عبر نفق سري من سيدي بوزيد إلى مدينة قرطاج، حيث استقلا مروحية، قبل أن يدخل رجال الجيش التونسي إلى مقر الرئاسة في وقت لاحق من نفس اليوم، ويطلب من طاقم الخدمة الذهاب إلى منازلهم. ونقلت مصادر مطلعة في العاصمة السعودية الرياض أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي سيبقى هو وقرينته في المملكة حتى الصيف المقبل، ويقيم بن علي حاليا بأحد القصور الملكية في مدينة جدة الساحلية ومعه أصغر بناته وأخت زوجته. وأكدت هذه المصادر أن بن علي وزوجته ليلى يعتزمان السفر خلال أسابيع إلى ابنتهما الكبرى نسرين التي سافرت إلى كندا قبل وصول الثورة الشعبية في تونس إلى ذروتها. ورفض متحدث باسم السفارة التونسية في الرياض الإجابة عن استفسارات الصحفيين بشأن مكان إقامة الرئيس التونسي المخلوع.. قائلا "إن الاهتمام بأمر بن علي ليس من مهام السفارة". وفي تطور آخر، أبدت فرنسا استعدادها للتجاوب مع السلطات التونسية من أجل بحث مصير الأملاك العقارية التي يملكها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على وعائلته والمحيطين به، على الأراضي الفرنسية. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان "إن الحكومة الفرنسية على استعداد للنظر مع السلطات الدستورية التونسية والاستجابة لطلبات هذه السلطات لاسيما فيما يتعلق بالأملاك العقارية لابن علي وأسرته والمحيطين به في فرنسا". وأشار باروان إلى أن الأرصدة المصرفية لابن على وأسرته والمحيطين به في بنوك فرنسا، تخضع أيضا للرقابة الإدارية، لمنع تهريب أي أرصدة مالية من فرنسا.