المجتمعات العربية تنظر للمرأة ك ''خادمة'' رغم ادعائها التحرراستعرض فريق العمل المسرحي ''وردة'' خلال ندوة صحفية عقدها أمس ب''قاعة الموقار'' في العاصمة، مضمون هذا العرض الذي تقدمه الفنانة ''تونس'' ويشرع في تقديمه للجمهور ابتداء من الغد بذات القاعة على الساعة الرابعة والنصف. ويعود هذا العرض الذي يمتد على مدار ساعة وعشرة دقائق، وكتبه وأخرجه للمسرح الفنان العمري كعوان وأنتجته تعاونية ''أنيس'' الثقافية من سطيف. إلى الحديث عن نضال المرأة الأمازيغية في رحلة الحفاظ على ثقافتها وفنها، وتمسكها بأصالة تراثها، وذلك من خلال قصة ''وردة'' التي تشتغل كعاملة نظافة بمؤسسة عمومية خاصة بالمسرح، حيث تروي هذه المرأة مأساتها من خلال أدائها لواجبها، ونظرة المجتمع إليها بعين السخرية والاحتقار في قالب كوميدي اجتماعي، وموسيقى أنجزها توفيق رابحي. ووظف القائمون على العرض ''ديكورا'' بسيطا اعتمد بالأساس على ألبسة قبائلية تقليدية وكل ما يرتبط بتقاليد ''القبائل الكبرى'' على غرار الأواني الطينية وسلال القصب. ووسط كل هذا، حاولت ''وردة'' إبراز تمسكها بهذا الإرث في ظل تصاعد موجة التكنولوجيا والثقافة الغربية الدخيلة التي انغمس فيها كثيرون. من ناحية أخرى، يصور عرض ''وردة''، كفاح المرأة في مجتمع يوصف ب''الذكورية'' ويحاول إلغاء صوت المرأة، حيث تصر الممثلة ''تونس'' على تأكيد خصوصيات حضور الأنثى في أي مجتمع، ودورها فيه، وأحلامها البسيطة أحيانا، والكبيرة أحيانا أخرى، وصبرها في البحث عن الأفضل لحياتها وسط قساوة مجتمعا. ويلاحظ مشاهدو ''وردة'' حجم المعاناة التي أراد المخرج تقديمها مع بعض اللمسات الفنية المرافقة لتسلسل الأحداث التي تأتي لنا لاحقا بشخصية ''جمعي'' الحاضرة في ذهن ''وردة''، حيث تنشأ بينهما علاقة حب جارفة لم تتمكن من الصمود طويلا بالنظر إلى الفوارق الاجتماعية بين الطرفين التي أدركت بطلة العرض منذ البداية أنها ستحول دون الوصول إلى ما تبتغيه من تلك العلاقة في نهاية المطاف. وهنا تستسلم مرة أخرى لنظرة المجتمع الطبقية للأنثى الفقيرة وتنسى أحلامها وتواصل حياتها مثلما بدأتها.. عاملة نظافة تكنس أوساخ الآخرين دون أن تجد من يكنس من عينها دموع القهر والحزن التي لازمتها طويلا ورفضت الرحيل.