خرج سد الفرات الواقع تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي قرب مدينة الرقة السورية، يوم الأحد، عن الخدمة نتيجة المعارك الدائرة قربه، ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه، وفق ما أفاد مصدر فني من داخله لوكالة فرانس برس. وتخوض قوات سوريا الديمقراطية مع تحالف فصائل عربية وكردية، معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على سد الفرات ومدينة الطبقة القريبة منه في إطار العملية العسكرية الواسعة لطرد تنظيم داعش من الرقة، أبرز معاقله في سوريا. وقال مصدر فني من داخل سد الفرات الذي يعرف أيضا بسد الطبقة، لفرانس برس "خرج سد الفرات عن الخدمة نتيجة المعارك العنيفة بالقرب منه". وأوضح أن "قصفا طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية، ما أدى لخروجها عن الخدمة فنيا" من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كان القصف عبارة عن غارات جوية أو ناتجا عن الاشتباكات القريبة. ويشكل خروج السد عن الخدمة، بحسب المصدر الفني، "خطورة في حال لم يتم تدارك الأعطال الفنية سريعا". وأشار المصدر إلى أن "عدد الفنيين الموجودين في السد محدود حاليا، وبالتالي لا يمكنهم السيطرة على الأعطال الفنية"، كما أنه لا يمكن لفنيين آخرين الدخول إليه "فحركة الدخول والخروج متوقفة منذ ثلاثة أيام نتيجة الغارات المكثفة في محيطه". وتتجه الأنظار حاليا إلى مدينة الطبقة و سد الفرات في ريف الرقة الغربي، خصوصا بعد عملية الإنزال الجوي التي قامت بها قوات أميركية قبل أيام على بعد كيلومترات منهما لدعم هجوم قوات سوريا الديمقراطية. وحذر تنظيم داعش الإرهابي عبر وكالة "أعماق" التابعة له من أن سد الفرات "مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة الضربات الأميركية، وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه". إلا أن المصدر الفني أكد لفرانس برس أن "منسوب المياه لم يرتفع حتى الآن، لكنه مهدد بالارتفاع في حال استمر الوضع الحالي". وتبلغ كميات المياه المخزنة في سد الفرات أكثر من 14 مليار متر مكعب. وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سوريا بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. وأفادت الأممالمتحدة في تقرير في فيفري أن مستوى المياه في نهر الفرات ارتفع إلى علو عشرة أمتار منذ شهر جانفي. وحذرت من أنه من شأن أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بسد الطبقة أن يؤدي إلى فيضانات واسعة في جميع أنحاء الرقة وصولا إلى دير الزور شرقا.