الشارع الجزائري عاش حملتين واحدة انتخابية وأخرى للبطاطا سارعت السلطات العمومية لإنقاذ الحملة الانتخابية لتشريعيات 2017، بإطلاق "حملة بطاطا" في محاولة للقضاء على المضاربة بأسعار البطاطا التي تجاوز سعرها الحد المعقول حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد 100 دج، وأصبحت تشكل حديث الصباح والمساء لدى المواطن البسيط الذي لا يستطيع الاستغناء عنها، في ظل تدهور القدروة الشرائية. وقامت وزارة الفلاحة وبالتنسيق مع الديوان المهني المشترك للخضر واللحوم بفتح نقاط بيع خاصة لبيع البطاطا بسعر متوسط في حدود 40 دج. عاش الشارع الجزائري على وقع حملتين اثنتين، الأولى سياسية تتعلق بالحملة الانتخابية والثانية اجتماعية تتعلق بكسر أسعار البطاطا التي وصلت إلى 100 دينار، بهدف من تمكين الحملة الانتخابية السير في أحسن الظروف في ظل سخط المواطنين على ارتفاع الجنوني لسعر البطاطا التي باتت في يد بارونات التخزين. في جولة قصيرة قادتنا إلى نقطة البيع بساحة أول ماي، وبالتحديد في مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بساحة أول ماي، حيث وضعت المركزية النقابية لافتتة كبيرة كتب عليها البطاطا ب40 دج عند المدخل الرئيسي لمقر النقابة، وهو الأمر الذي لاقى استحسانا وسط المواطنين فيما تم تسجيل تذمر البعض، باعتبار أن الدولة قادرة على ضبط الأسعار التي ألهبت جيوب المواطنين وساهمت في إضعاف القدرة الشرائية. طوابير طويلة لاقتناء البطاطا في الساعات الأولى من النهار، كان الطابور طويلا ومنقسما إلى قسمين قسم خاص بالنساء والآخر بالرجال لتفادي الفوضى، حيث جاء المواطنون من مختلف مناطق العاصمة، وساعة وصولنا تفاجأنا بنفاد شاحنتين محمّلتين بهذه المادة، بعد نصف ساعة من الزمن، وهذا نظرا لتهافت المواطنين على اقتناء كميات تراوحت بين 5 و20 كيلوغراما. وفي السياق ذاته، أكد الفلاح بوشناف سفيان المتعاقد مع الديوان المهني المشترك للخضر واللحوم في تصريح ل«البلاد"، أن نوعية البطاطا الموجودة في مختلف نقاط البيع، هي التي تم جنيها من التراب وتم تخزينها، موضحا "لنقوم الآن ببيعها بسعر معقول، وفي متناول المواطن لكسر المضاربة التي هزت الأسواق"، مضيفا "حاولت أن أساعد المواطنين وكسب الأجر والثواب أكثر من جني المال". بطاطا ال 90 دينارا تباع ب40 دج قمنا بتفتيش صناديق البطاطا المتراصة على الرصيف أمام العدد الكبير من المواطنين لمعاينة نوعية البطاطا، حيث أكد الفلاح أنها من النوعية التي تباع الآن في الأسواق بسعر 90 دج، موضحا أن "العمل الذي نقوم به يدخل في إطار اتفاقية مع الديوان لضبط منتوج البطاطا الموجهة للاستهلاك ونجلبها من ولاية بومرداس". من جهة أخرى، أكد ممثل الديوان المهني للخضر واللحوم ميغازي توفيق أن اختيار مقر المركزية النقابية بساحة أول ماي لبيع البطاطا باعتبار أن المكان استراتيجي يقصده المواطنون من كل مكان الى جانب تمركزه في بؤر هامة من الأحياء الشعبية وهي بلكور وحسين داي وساحة أول ماي وما جاورها والهدف هو استهداف اكبر قدر من المواطنين. ديوان الخضر واللحوم: حددنا 10 نقاط للبيع بالعاصمة وضواحيها وعن عدد نقاط البيع المقامة، أكد محدثنا أنه تم ضبط 10 نقاط بيع بولاية الجزائر وخارجها في مختلف البلديات منها الجزائر العاصمة بباب الزوار والصنوبر البحري، إلى جانب بودواو وبومرداس وبولايتي تيبازة والبويرة وعدة ولايات أخرى، وقال المتحدث "الهدف هو ضبط سعر منتوج البطاطا وهو من مهام الديوان الوطني الحفاظ على استقرار أسعار البطاطا وكسر المضاربة"، وأفاد مسؤول الديوان أن "هذه المبادرة لا تنتهي إلى حين استقرار أسعار البطاطا وتصل إلى سعرها المعقول"، مؤكدا في سياق حديثه أن سعر البطاطا سيستقر مع حلول شهر ماي القادم باعتبار أنه مع حلول شهر ماي المقبل، سيصل سعرها إلى 30 دج و20 دج في سوق الجملة. تسويق 18 ألف كيلوغرام في ظرف أسبوع واعتبر محدثنا أنه في ظرف أسبوع تم تسويق 18 ألف كيلوغرام بنقاط بيع شملت في مرحلة أولى المدن الكبرى، على أن تتوسع بداية من هذا الأسبوع، مع تحويل كميات أكبر نحو السوق، بالإضافة إلى رفع عدد نقاط البيع. كما ستستفيد العاصمة -يضيف نفس المتحدث- من 10 نقاط، أخرى ببلديتي الشراڤة وبراقي، مع إغراق الأسواق بهذه المادة، على أن تتواصل العملية إلى غاية منتصف شهر ماي، وهي الفترة التي تسجل جني المنتوج ولن يكون بعدها حاجة إلى مثل هذه الإجراءات الاستثنائية. المواطنون: سئمنا تكاليف الحياة وابتزاز "تجار المافيا" كما اعتبر المواطنون الذين التقينا بهم بمقر المركزية النقابية أن هذه المبادرة جاءت في وقتها بعد أن أصابت حمى غلاء الأسعار مختلف أنواع الخضر والمواد الاستهلاكية الأخرى، في حين عبر البعض الآخر، عن تذمره وهو حال "الحاجة باية" التي عبرت عن سخطها وغضبها من الأساليب التي تنتهجها بعض الأطراف لإنهاك المواطنين وإرهاقهم في ظل الحياة المتعبة جراء لهيب أسعار المواد الأساسية، حيث قال عدد منهم بصوت عال "إلى متى يبقى المواطن البسيط يدفع ثمن ضعف المسؤولين لقد سئمنا من تكاليف الحياة كيف لكم أن تحاربوا المضاربة لا تستطيعون محاربة تجار المافيا، الذين جعلوا المواطن البسيط يتخبط في أروقة مغلقة سادتها تيارات لا تعرف الشفقة ولا تحس بمعاناة البسطاء". من جهة أخرى، عبّر البعض الآخر ممن وجدناهم بساحة المركزية النقابية، عن ارتياحهم لفتح هذه النقاط مؤكدين ل "البلاد" أن الوقت كان مناسبا للتنفيس عن المواطنين الذين جاءوا من كل مكان وهو حال سيدة جاءت من قاريدي بالقبة لاقتناء 4 كلغ من البطاطا، حيث قالت "لقد جئت من مكان بعيد لاقتناء البطاطا التي تعد من أساسيات موائد الجزائريين، ما عسانا أن نعمل أمام هذا الجشع الذي طال تجارنا حاولنا بشتى الطرق أن نضبط ميزانيتنا لكن لم نستطع أمام سياسة التقشف التي فرضت علينا".