عكست نتائج الانتخابات التشريعية في ولاية ميلة حجم تآكل الوعاء الانتخابي لكل من حزب جبهة التحرير الوطني وتحالف حركة مجتمع السلم وكلا الحزبين جمعتهم تحالفات في تسيير بعض المجالس المنتخبة موسومة بفشل ذريع في تسيير شؤون البلديات وتحريك التنميةالمحلية. ففي "الافلان" غليان وتذمر كبيرين من تراجع عدد مقاعد الحزب في البرلمان من ثلاثة (03 )مقاعد في العهدة الماضية الى مقعدين اثنين (02 ) فقط في تشريعيات الخميس الماضي آل المقعد الأول عاد الى متصدر القائمة والنائب السابق، بولمعيز كمال والذي يتولى أيضا منصب محافظ الحزب في ميلة منذ سبعة عشرة (17 )سنة، بينما استفادت من المقعد الثاني متصدرة النساء المترشحات والثالثة في القائمة، أمال بوغرارة، وهي أيضا نائبة سابقة ومقربة جدا من محافظ الحزب. بينما لم يكن حظ النيابة من نصيب محافظ دائرة شلغوم العيد رغم ترتيبه الثاني في القائمة بسبب قانون تمثيل المرأة. والغريب في "الحزب العتيد" هو فشل فريق مرشحيه الذين راهن عليهم في كسب اصوات الهيئة الناخبة حتى على مستوى البلديات التي ينحذر منها المترشحون الاوائل في القائمة، ولاسيما متصدر القائمة الذي جاء في المرتبة الثانية بمسقط رأسه "بلدية بني قشة". وفي حركة مجتمع السلم التي شاركت بعنوان تحالف "حمس" المدعوم بجبهة التغيير لرئيسها عبد المجيد مناصرة، كان الفوز بمقعد واحد(01) من نصيب رئيس بلدية ترعي باينان زنتوت مهدي، ولم يكن هذا المقعد واردا الا بعد حساب الباقي الأقوى في الأصوات المعبر عنها. وبهذا أخذت تشكيلة عبد الرزاق مقري حجم حزب الشباب بقيادة بوالفراخ فتح متصدر القائمة بميلة وعهد54 لعبد الرزاق مغواش النائب السابق وحزب جبهة المواطنين الأحرار و متصدره عبد الحميد بورواق المنشق عن التجمع الوطني الديمقراطي الذين استفادوا مثلها بمقعد واحد(01 ) لكل قائمة. ولم يكن عدد الأصوات التي أحرزها متصدر قائمة "تحالف حمس"، في البلدية مسقط رأسه والتي يتولى فيها منصب"المير" كافيا لحصد مقعد نيابي لولا دعم مترشحين أخرين في مناطق أخرى من الولاية. إلى ذلك ، استفاد حزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي" مما يوصف محليا بهزالة قائمتي "الأفلان" و"حمس"، فضلا عن الوسائل والامكانيات المادية الضخمة المسخرة في إدارة الحملة الانتخابية بإشراف متصدر القأئمة والنائب في عهدتين سابقتين ومنسق الحزب بالولاية وعضو مكتبه الوطني ورجل الأعمال طورشي بوجمعة، الذي احرز اربعة (04 ) مقاعد باضافة مقعدين اثنين (02 )جديدين إلى رصيده في العهدة الماضية (02) مقعد، مستثمرا في ضعف أداء "الأفلان" الذي خسر الكثير في هذه الولاية.