إذا ما استثنينا رسالة الأستاذ مهري التي وضعت الأسماء فوق ''مسمماتها'' في اجتهاد شخصي من ''عجوز'' لا تحركه ولا تتحكم في مواقفه حسابات ولا ضغائن ولا مصالح إلا نزاهة المواطنة، فإن بقية القطيع السياسي ممن ينشطون الآن رقصة الديك المذبوح اكتفوا بدور الباحثين عن ساحة معركة أو ''معلكة'' يزاوجون فيها بين هيامهم بالسلطة وبين رغبتهم ''الكامنة'' في أن يكونوا جزءا من ميدان الشارع إذا ما خرجت الأمور عن نصابها. وهو الأمر الذي تجلى في موقف زعيمة حزب العمال التي تنام على تصريح وتصحو على ''تسليح'' بحثا عن موضع قدم يجمع بين المعارضة و''المباضعة'' السلطوية.. الطبقة السياسية، الحاكمة منها والحالمة بالحكم، ''تعيث'' وتعيش شتاتا تجلت أعراضه في ''التنديد'' الجماعي بالتدخل الأجنبي. ومن حنون إلى الآخرين.. فإن اللسان واحد و''السنان'' موحد ضد الآلة الفرنسية والأمريكية والألمانية التي حشرت أنفها في شأن اعتبر داخليا، لكن السؤال الذي يفرض و''يرفض'' نفسه، ترى هل تركت الأحداث الأخيرة في تونس ومصر مكانا لما يسمى ''سيادة'' دول وسيادة قرار وسيادة شعوب؟ فالتدخل الأجنبي الذي ظهرت ملامحه في أمرية: التغيير ''الآن'' وليس في ''سبتمبر'' التي وجهها أوباما إلى جيش مصر ''المغوار''، أخرجت ''التدخل'' من فعل النصيحة إلى فعل الأمر الملزم التنفيذ.. أنجع مخرج لإفراغ التدخل الأجنبي من محتواه ''الآمر''، أن تسارع الطبقة الحاكمة ومن يدور في فلكها من سياسيين في البحث عن ''تنشيط'' داخلي لعقول ومفكري وشخصيات هذا الوطن، لبلورة خطة و''خريطة'' طريق أساسها الاقتراح والنقاش والتشريح الداخلي لأزماتنا المتراكمة بعيدا عن حرب ''الطواحين'' التي دفعت مخلوقة مثل ''حنون'' للترويج لعقار أنها ''مهددة'' هاتفيا (؟؟) فارفعوا مستوى التفكير فالتدخل الأجنبي يقتات من مشتلة ''التداخل'' المحلي..