حذّرت تقارير أمنية تناولها خبراء وباحثون أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "الجريمة العابرة للحدود وأثرها على الأمن العمومي" من استفحال التهديدات التي تشكلها ظاهرة تهريب السلاح على الشريط الحدودي التي وصلت إلى تجنيد عائلات بأكملها من قبل شبكات إجرامية متخصصة في المتاجرة بشحنات ثقيلة من الأسلحة والذخائر. ونظم الملتقى الذي يدوم يومين في إطار تنفيذ برنامج التعاون العسكري المتعدد الأطراف لمبادرة (5+5) دفاع لسنة 2017 المعتمد من قبل وزراء دفاع الدول الأعضاء في المبادرة. وأشرف على افتتاح أشغال هذا الملتقى الذي يدوم يومين نيابة عن نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة بمشاركة مختصين من البلدان الأعضاء للمبادرة. وفي كلمة بمناسبة افتتاح هذا الملتقى، أكد اللواء مناد نوبة أن تنظيم هذا الملتقى حول موضوع أضحى "أكثر تعقيدا من أي وقت مضى الذي يندرج ضمن البرامج الأمنية للحكومات ومصالح الأمن عبر العالم، إنما هو تأكيد على الإرادة المشتركة للدول الأعضاء لهذه المبادرة على تطوير التعاون الدولي في الميادين المرتبطة بالأمن والدفاع "، لا سيما -كما أضاف- من خلال "تفاهم موسع في مجال الأمن بهدف مناقشة جميع الجوانب المتعلقة بالوقاية من الإجرام العابر للحدود بمختلف أشكاله ومكافحته وأثره على الأمن العمومي". ويعالج هذا الملتقى تأثير الأشكال الثلاثة للجريمة على الأمن العمومي التي تحظى بالاهتمام الرئيسي المشترك للدول الأعضاء في هذه المبادرة المتمثلة في الهجرة غير الشرعية، الإتجار غير الشرعي بالأسلحة والإتجار بالمخدرات وهذا من خلال دراسة المسائل المتعلقة بالمنظومات التنظيمية والعملياتية التعاون بين الدول الأعضاء في المبادرة وسياسات الوقاية والمكافحة. ويعد هذا الملتقى فرصة سانحة لجميع المختصين، الخبراء والباحثين الوطنيين والدوليين من أجل بحث ومناقشة الرهانات التي تفرضها الجريمة العابرة للحدود وأثرها على الأمن العمومي، كما أنه يمثل فضاء لتبادل الخبرات والتجارب الرائدة بين أعضاء مبادرة "5+5" دفاع بغية تطوير وتعزيز قدراتهم المشتركة في مجال الوقاية من الجريمة العابرة للحدود ومكافحتها ورسم أفاق البحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وقالت تقارير أمنية إن التهريب بلغ مستويات خطيرة السنوات الخمس الأخيرة بعدما بلغت كمية الوقود المهرب ما يقارب ثلاثين مليون لتر وكمية المخدرات ستين طنّا (منها ما يعبر فقط الجزائر) والكوكايين والهيروين طنا كاملا، إضافة إلى خمسة ملايين خرطوشة سجائر أجنبية ومليون قارورة خمر و1.7 مليون رأس ماشية وخمسة آلاف قطعة سلاح جرى حجزها. وذكرت مصادر محلية في الشريط الحدودي أن المهرّبين جنّدوا عشرات الشباب والفتيات الجميلات بل وعائلات بأكملها ضمن شبكات تتّخذ من عمق صحراء الجزائر منطلقا لنشاطها. وحسب هذه المصادر تعتمد هذه الشبكات تقنيات اتصال متطورة (هواتف ثرّيا) وسيارات رباعية الدفع، لكن أيضا وسائل تحرك بدائية (كالدواب والحمير في الأماكن الوعرة) ومدجّجة بأسلحة متطورة لمجابهة أيّة مواجهة من حرس الحدود الذي يتجند يوميا لوقف زحف هذه العصابات.