أعلن الجيش الأميركي تأهبه في جزيرة غوام بالمحيط الهادي تحسبا لأي هجوم صاروخي كوري شمالي محتمل، بينما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية استعداد بيونغ يانغ لاختبار صواريخ باليستية من غواصة، في حين دعت الصين وفرنسا إلى ضرورة تخفيف حدة التصريحات المتبادلة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية. وقالت واشنطن السبت إن القوات الأميركية مستعدة لحماية بلادها، خصوصا جزيرة غوام التي تشكل قاعدة أميركية استراتيجية في المحيط الهادي، بعد إعلان كوريا الشمالية عن خطط لإطلاق صواريخ على مقربة من الجزيرة الأميركية بالمحيط الهادي. وأظهرت صور حديثة بالأقمار الاصطناعية -نشرها خبير عسكري على موقع "نورث 38" التابع لجامعة جون هوبكنز بواشنطن- استعداد كوريا الشمالية لاختبار صواريخ باليستية انطلاقا من غواصة. كما نشرت اليابان بطارية من طراز باتريوت في أجزاء من غرب البلاد لتعزيز منظومة الدفاع الصاروخي في المناطق التي قالت كوريا الشمالية إن صواريخها ستمر فوقها قبل أن تسقط قرب جزيرة غوام. وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت تهديداته لكوريا الشمالية، وقال إن الخيار العسكري وارد ضمن الإجراءات الممكن اتخاذها من أجل وضع حد للتهديد النووي الذي تمثله بيونغ يانغ. وقال البيت الأبيض في بيان إن "الولاياتالمتحدة مستعدة مع حلفائها لاتخاذ رزمة واسعة من الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية" لوضع حد للتهديد النووي من كوريا الشمالية. وكان ترمب قد صعد في الأيام الماضية هجومه الكلامي على كوريا الشمالية على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي، وسط معلومات نشرتها وسائل إعلام أميركية ذكرت أن بيونغ يانغ نجحت في إنتاج رأس نووي مصغر. في المقابل، كررت كوريا الشمالية استخفافها بتهديدات ترمب، واعتبرت صحيفة تابعة للحكومة أن التهديدات تمثل "المحاولة اليائسة الأخيرة ونوبة هستيريا استولت على هؤلاء الذين استسلموا لليأس في ظل احتمال تلاشي الإمبراطورية الأميركية تلاشيا مأساويا". وتتهم السلطات الكورية الشمالية ترمب بأنه "مهووس بالحرب ويقود الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى شفا الحرب النووية". دعوات للتهدئة وفي ظل هذا التصعيد والحرب الكلامية المتواصلة طلبت الصين وفرنسا من الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية العمل على ضبط النفس وتخفيف حدة التصريحات المتبادلة بين الجانبين والتزام سياسة الحوار. وسبق أن حضت روسيا وألمانيا الطرفين على تخفيف لهجة الخطاب، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو "قلقة جدا" إزاء اللهجة المتشددة لترمب، وإن على واشنطن القيام بالخطوة الأولى لنزع فتيل الأزمة. وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن هذه التهديدات النارية المتبادلة بين الجانبين تثير تخوفا دوليا من أن يؤدي أي تقدير خاطئ منهما إلى نزاع كارثي في شبه الجزيرة الكورية. ويتخوف المراقبون من تصاعد حدة التوتر مجددا بالمنطقة عندما تبدأ سول وواشنطن مناورات عسكرية كبيرة مشتركة في الثلث الأخير من أوت الجاري.