حمّل كريم طابو الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية أمس، الأنظمة العربية مسؤولية التدخلات الأجنبية في المنطقة. وقال طابو أثناء استضافته في حصة ''سياسة'' للقناة الإذاعية الثالثة، إن الأنظمة العربية هي أفضل حليفا للأمريكان، كونها هي التي سهلت التدخل الأمريكي من خلال عجزها عن الحصول على ثقة شعوبها والفشل في بناء مؤسسات ودول. وفي رأيه فإن وجود أنظمة ضعيفة يسهل مهمة واشنطن، مضيفا أن تلك ومن بينها النظام الليبي تدفع ثمن سياستها في الإغلاق السياسي والإعلامي . وانتقد طابو سياسة القائد الليبي معمر القذافي الموجود في الحكم منذ 42 سنة، معتبرا أنه يجب القيام عكس ما دعا إليه في خطابه حاكم طرابلس، وقال طابو ''يجب الذهاب إلى المواطنين فرد..فرد، بيت بيت، زنقه زنقه لتعليمهم الديمقراطية، الحوار والتسامح'' والقيام بعكس ما دعا إليه القذافي وما فعلته هذه الأنظمة. وبخصوص الوضع في الجزائر قال طابو إن ''البلد بحاجة إلى تحول سياسي جاد والمسؤولية تقع على السلطة والمعارضة ونخبة البلاد''، مذكرا أن حزبه لن ينضم أبدا إلى التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية التي دعت إلى مسيرات كل يوم سبت، وقال أيضا إن الحرية والديمقراطية تعتبران مسارا يبنى في إطار ''سلمي''. وحسبه، فإن التجمعات الشعبية يمكن أن تكون منبرا للتعبير بالنسبة للقوى الحقيقية للتغيير المتواجدة على الساحة والتي تنشط وسط المجتمع''. وصرح أيضا ''أن جبهة القوى الاشتراكية ليست تشكيلة تنادي بشعار ''الخروج إلى الشارع ثم سنرى''. وأضاف قائلا ''يتعين بذل جهد جبار للانتقال نحو تغيير سلمي ومنظم''، مشيرا إلى وجود ''اختلافات جوهرية حول كيفية وطبيعة التغيير'' على مستوى المنظمات السياسية والاجتماعية. وهاجم القيود على التجمعات، مشيرا إلى أن القائمين على قاعة الأطلس، حيث نظم تجمع الجمعة، طلبوا منه حقوق إيجار تعادل 8000 أورو أي ما يساوي تكاليف إقامة تجمع ونقل المواطنين إلى فرنسا. كما اشتكى من التضييق على حزبه الذي لم يستضف لمدة أربع سنوات في القناة الثالثة ولم يحصل إلا على 3 ساعات في التلفزيون خلال عشر سنوات. واختتم النقاش على وقع صدام بين طابو والطاقم الذي استدعي للحصة، وخلص إلى الجزم بأن الإذاعة العمومية ليست جاهزة للانفتاح. ورفض بالمناسبة إدانة منع فرقة التلفزيون من تغطية تجمع الجمعة، مجددا انتقاداته له فهو لا يختلف كثيرا عن تلفزيون الجماهيرية الليبية، حسبه.