أطلقت قوات الجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع حرس الحدود ومصالح الجمارك، عملية مطاردة واسعة لشبكات التهريب وبارونات الهجرة غير الشرعية في مواقع مختلفة بولايات الجنوب. وأكد مصدر أمني عليم ل«البلاد" أن "جزءا من العمليات العسكرية الجارية ضد المهربين في الجنوب تدخل في سياق عملية أمنية أكبر وأوسع لتدمير البنية التحتية لجماعات التهريب، التي تنشط في مناطق صحراوية وترتبط بعلاقات قوية بشبكات تهجير الأفارقة وبمهربي السلاح من وإلى ليبيا". وفي هذا الصدد، أوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه"في إطار محاربة التهريب والجريمة المنظمة أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي وحراس الحدود بالتنسيق مع مصالح الجماركي، يوم الخميس المنقضي، 9 مهربين و217 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة بكل من تلمسان وبشار وتمنراست" وتابع البيان أنه "بتلمسان تم حجز عناصر الدرك الوطني 2 كيلوغرام من الكيف المعالج. فيما تم ضبط 3471 علبة تبغ و750 وحدة من مختلف المشروبات بكل من الوادي وغرداية وبسكرة". من جهة أخرى، أحبطت وحدات حرس الحدود بكل من سوق أهراس وتبسة والطارف في الناحية العسكرية الخامسة محاولات تهريب أزيد من 16412 لترا من الوقود. ومنذ بداية العام الجاري تقريبا، ألقت قوات الجيش القبض على قرابة 500 مهرب جزائري من أصل حوالي 1200 مهرب إفريقي، وتتوزع جنسيات المهربين، بين النيجريين والغينيين والليبيين والتشاديين والماليين، وأيضا الجزائريين، غير أنه اكتشف أنه في العديد من العمليات التي يقوم بها الجيش، تجتمع كل هذه الجنسيات في عملية تهريب واحدة ولا يكون من بين المتورطين فيها جزائريون، بينما عمليات أخرى تجتمع فيها كل هذه الجنسيات، كما أن عدد الجزائريين المتورطين بها ضئيل جدا ولا يتعدى واحد في البعض منها. وبالأرقام، كذلك، وحسب حصائل وحدات الجيش التي تركزت أغلبها بولاية تمنراست وعين ڤزام وجانت وعين امڤل وأماكن صحراوية أخرى متاخمة للحدود، فإنه تم حجز 25 ألف كلغ من المخدرات وهوعدد أكبر مما تم حجزه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. كما تم إحباط تهريب أكثر من 75 ألف لتر من الوقود. مع العلم أن عملية تهريب واحدة من ثلاثة يكون فيها الوقود مادة التهريب الأساسية، ثم تأتي بعدها المخدرات والمواد الغذائية، الأمر الذي يفسر ربحية تجارة البنزين في الدول الإفريقية الجارة وكذلك ارتباط هذه المادة بنشاطات الجماعات الإرهابية في الساحل، واعتمادها عليها في تنقلات عناصرها. وأضاف مصدر أمني أن النتائج الكبيرة المحققة على جبهة مكافحة التهريب، في أكثر من مكان بمسالك التهريب في الجنوب، تأتي في إطار عملية عسكرية تشمل ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي. أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر. فيما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة.