اعتبر خبراء سياسيون أن زيارة رئيس وزراء روسيا "ديميتري ميدفيديف" تأتي في إطار تثمين العلاقات الدبلوماسية الجزائرية والروسية وتعزيزالحوار الاستراتيجي بين البلدين من خلال فتح مجالات لتعزيز الحوار الاسترتيجي والتعاون لحل المشاكل الاقليمية العالقة. وكشف المحلل السياسي سعود صالح، أن العلاقات الجزائرية الروسية لها جذور تاريخية مبنية على العديد من المواقف المشتركة بين الطرفين وهو ما جعل الجزائروروسيا تتواصلان في مشاورتهما من اجل استمرارية هذه العلاقات. وقال سعود في تصريح ل«البلاد" إن هذه الزيارة تأتي في الوقت المناسب، خاصة بالنظر إلى كل المعطيات التي اثقلت المشهد السياسي والاقتصادي المتوتر في بعض المناطق الاقليمية ودول الجوار، إلى جانب وجود منافسة دولية على المنطقة من قبل العديد من القوى الدولية سواء الغربية أو الشرقية لكسب مواقع لا سيما في الجزائر واعتبر الخبير أن روسيا مطالبة اكثر من أي وقت مضى للحفاظ على مكاسبها في المنطقة وهي مطالبة اليوم لمساعدة الجزائر لتجاوز الازمات الاقتصادية الحالية سواء فيما يتعلق بالحفاظ على البترول أو الاعتماد في البحث عن الشركاء وجلب الاستثمارات الخارجية. وقال الدكتور صالح سعود إن روسيا اليوم مطالبة بمد يدها للجزائر لمساعدتها لإعادة هيكلة اقتصادية وإعادة النظر في الشراكة الروسية الجزائرية مما يخدم مصلحة الطرفين وفي الوقت ذاته يقول المتحدث - فإن روسيا مطالبة اليوم بلعب دور اكبر لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، فهي لاعب رئيسي في منطقة السشرق الاوسط كما أنها مطالبة بلعب دور مهم للتصدي لكل انواع الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود منها منطقة ليبيا التي تعتبرها روسيا امتداد لمصالحها. من جهة اخرى، اعتبر المحلل السياسي اسماعيل دبش أن المصالح الاقليمية والسياسية تطغى على هذه الزيارة التي جاءت عقب انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون في سبتمبر الماضي، معتبرا في حديثه مع "البلاد" أن روسيا ادركت أهمية الزيارة، خاصة بالنظر إلى الدور المحوري للجزائر التي اثبتت قدرتها في التحكم في مبادئها على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ووقوفها الدائم مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، دون التخلي عن لعب دور فاعل في الأزمات الدولية خاصة الإقليمية والعربية منها وهو ما منحها نجاحا في ديبلوماسيتها، إلى جانب اهتزاز أمن واستقرار معظم دول الجوار، مما ولد تحديات أخرى للأوضاع الماثلة على المنطقة الحدودية، هي رهانات - يقول دبش - لم تؤثر على خطاب الجزائر الدبلوماسي. واعتبر المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية، اسماعيل دبش، أن الجانب الاقتصادي سيأخذ مجالا كبيرا في هذه الزيارة، منها التذبذب الكبير لأسعار البترول وكذا القضايا الاقليمية والجوارية منها الشأن المالي والليبي والتي نجحت الجزائر في وساطات كثيرة طويلة لحلها ونجحت نوعا ما في ذلك. واكد المتحدث أن روسيا تدرك الدور الفعال للجزائر في فض بعض النزاعات الدولية والاقليمية، برفضها التدخل في الشأن الداخلي للدول التي تعيش في صراعات من خلال تبنيها المقاربات لتحقيق الإجماع والقبول لدى المجموعة الدولية ومن خلال ذلك - يضيف محدثنا - أن روسيا مدركة للقوة الجزائرية في تبني دور إقليمي هام في إيجاد الحلول السياسية السليمة للازمات عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية. كما ستكون هذه الزيارة مناسبة للبلدين لتعميق وتعزيز حوارهما الإستراتيجي وتعاونهما القائم على بيان الشراكة الموقع بموسكو شهر أفريل 2001.