عادت مرة أخرى الحملة الانتخابية للاستحقاقات المحلية، ومعها "متحرّشون" بكراسي المسؤولية ببلديات سطيف، منهم من عمّر طويلا في منصب المير واغترف منه حتى أصيب بالتخمة، ومنهم من يريدون أن يذوقوا طعم الملايير المحصلة من الصفقات المشبوهة لأول مرة، شعاراتهم الرنّانة لم تبتعد عن خدمة المواطن وتحسين ظروفه المعيشية، وتوفير السكن والعمل وما إلى ذلك من الوعود الكاذبة. الحملة الانتخابية التي انطلقت قبل أيام بسطيف، نشطها رؤساء القوائم، بطرق مختلفة عن سابقاتها، حيث خرجت في محطات بعيدة عن أخلاقيات الممارسة السياسية، لتتلون بشتى أشكال العروشية والنزعة القبلية المقيتة، حيث لعب المترشحون من ذوي المستوى المحدود، وكذا المنتخبين السابقين الذين أحرقوا كامل أوراقهم، على هذا الوتر، قصد خلق نعرات تدفع المواطن إلى التصويت عليهم حتى ولو لم يقتنع بهم، أو إن صح التعبير حتى لو كره من وجودهم في المجالس المنتخبة، كما قالها أحد المواطنين ببلدية عين والمان بسطيف، الذي أحرج أحد المترشحين وهو مير سابق بسؤال "لماذا لم تجسدوا ما قلتم في العهدة الماضية حتى تعدوننا بتجسيدها خلال العهدة القادمة؟، بعدما وعد هذا المترشح أبناء قريته بإخراجهم من العزلة، وأنه ابنهم وبالتالي يجب التصويت عليه. في حين استنكر مواطنون آخرون خرجات اميار سابقين، الذين ترشحوا مجددا، والذين عمدوا إلى إطلاق حزمة من الانجازات عبر صفحاتهم الفايسبوكية، ليعلق عليها أحد المواطنين أنها انجازات حقا، لكن في العالم الافتراضي فقط. أما الواقع فهو العكس تماما. فيما عمد آخرون إلى بناء حملتهم على تقديم عيوب الآخرين بطريقة لا تمت بصلة للعمل السياسي الأخلاقي، حيث تحول البعض إلى محققين كشفوا فضائح منافسيهم، والتي لم يكشفوا عنها في وقتها، طالما كانت بينهم "مودة"، فيما استعان آخرون بمشاكل الناس من اهتراء للطرقات، وأزمة مياه وانتشار القمامة كوقود لاستمالة الناخبين. وما يعاب على بعض القوائم الانتخابية ببلديات سطيف، هو ضمها لأسماء أميين لا يفقهون لا القراءة ولا الكتابة، وهذا نتيجة لتهور بعض الأحزاب، التي تتلاعب دائما بمصير المواطن الذي يبقى يدفع الضريبة عقب كل استحقاق انتخابي.