نجحت مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب في تفكيك شبكة دولية لتجنيد الطالبات الجامعيات في تنظيم "داعش". وجاء تحرك السلطات الأمنية بعد تلقيها لبلاغات من أوساط جامعية استعجلت فتح تحقيقات امتدت لأكثر من 5 أسابيع في عدّة ولايات. وأفادت مصادر "البلاد" أن التحريات تركزت بشكل أساسي عبر شبكة الأنترنت، حيث تم تتبع نشاط منصات الكترونية وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكن من توقيف 8 أشخاص من ولايات سطيف وقسنطينة وڤالمة والطارف وعنابة. وأوضحت المصادر أن أحد الموقوفين كان يدير منصة افتراضية على الأنترنت، يقوم من خلالها بنشر مواد تروج لتنظيم "داعش". كما ألقت القبض على أربعة أشخاص بينهم اثنان من مدينة ڤالمة يجندون الفتيات عبر أحد الحسابات على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك". ووصل عدد متابعيها إلى نحو ألف شخص. كما كان لها صدى كبير في ولايات شرقية ودول أخرى، مثل بلجيكا وفرنسا وباكستان والمغرب والسعودية والولايات المتحدة وتركيا وتونس. وتم حجز أجهزة إعلام آلي ومبالغ مالية منها شطر بالعملة الصعبة بحوزة الأشخاص الموقوفين، إضافة إلى مناشير تشيد بالجماعات الإرهابية داخل وخارج التراب الوطني، فضلا عن هواتف نقالة. وكانت لعناصر خلية التجنيد حسب مصادرنا زيارات قامت بها لعدة ولايات من أجل جمع وتجنيد أكبر عدد من الطالبات والشباب لنقلهم للقتال في ليبيا وسوريا عبر تونس. هذه العملية النوعية لمصالح الأمن مكنت من ضبط وتحديد بدقة هوية الجزائريين المختفين عن الأنظار في الفترة الأخيرة، إضافة إلى تمكنهم من كشف التحاقهم بتنظيم داعش وانخراطهم، بحكم حصولهم على شهادات علمية عالية في الإعلام الآلي من المدارس والجامعات الجزائرية، ضمن "شبكة إلكترونية مختصة في التجنيد"، توكل لها مهمة اختراق المواقع الرسمية ووسيلة مضادة للخلية الأمنية الجزائرية لمكافحة الجرائم الإلكترونية. وتشن السلطات الأمنية الجزائرية هجمات وملاحقات إلكترونية على تنظيم "داعش" وتمارس كل الطرق الإلكترونية للضغط على مسيري شبكات التجنيد وشل نشاطاتهم الجهادية عبر المنتديات الدينية الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي "فايسبوك" المجند للشباب الجزائري. وسبق للسلطات الجزائرية، حسب تصريحات سابقة لوزارة الشؤون الخارجية، أن أعلنت أن عدد المطلوبين عن طريق منظمة الأنتربول بلغ 100 شخص، على رأسها قضايا تتعلق بالإرهاب والتجنيد.