يتجه الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء نحو فك الارتباط بين مكوناته الثلاثة، خاصة بعد أن لمح رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله لذلك، مشيرا إلى أن الانتخابات عند شركائه في الاتحاد، النهضة والبناء مقدم على مواصلة بناء الاتحاد وعقد المؤتمر الجامع الذي كان مزمعا إجراؤه نهاية سبتمبر الماضي. ولمح رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، إلى فض الشراكة القائمة حاليا مع حركتي النهضة والبناء الوطني، ضمن إطار الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، بعد أن أصيب ب "خيبة أمل كبيرة في الاتحاد"، مثلما أوضح في حوار أجراه مع موقع كل شيء عن الجزائر في نسخته العربية. وكانت أولى خيبات الشيخ جاب الله مباشرة بعد تعطل وتأخر إجراء المؤتمر الجامع، والذي كان مزمعا إجراؤه نهاية شهر سبتمبر الماضي، ضف إلى ذلك ما عاشته آنذاك حركة النهضة من مشاكل تنظيمية حال دون عقد المؤتمر، وهو ما دفع بالشيخ جاب الله إلى أن يعلن لمناضلي وقياديي حزبه أنه غير معني بالعملية الانتخابية. فيما وجه المتحدث اللوم بطريقة غير مباشرة لشركائه في الاتحاد، قائلا "اجتمعنا من أجل أن نتعاون على بناء حزب واحد تذوب فيه الأحزاب الثلاث وجاء في وثيقة الاتفاق أننا سنذهب إلى مؤتمر جامع قبل نهاية سبتمبر 2017 ودعوت الشركاء بعد التشريعيات للعمل المشترك من أجل الذهاب إلى هذا المؤتمر"، مضيفا "ولكن اتضح بأن هدف الانتخابات عند الشركاء مقدم على غيره"، وأشار جاب الله "لو كنت أعلم أن هدف الاتحاد هو هدف انتخابي ما وافقت عليه من الأول... فلما وقع التراجع عن هذا الاتفاق أصبت بخيبة أمل وسحبت نفسي من المشاركة في الانتخابات من جهته، أبدى نائب رئيس حركة البناء الوطني، نصر الدين سالم شريف، تمسكه بمسار الوحدة، مشير في تصريح ل"البلاد" إلى أن الانتخابات التشريعية والمحلية الماضية كانت "ضاغطة"، مضيفا في حديثه الموجه لجاب الله "هذه السنة سنة انتخابات، والحزب السياسي مطالب بدخول الانتخابات"، مضيفا أن الشيخ جاب الله "محق"، موضحا أن "شروط المؤتمر الناجح لم تتحقق"، مذكرا بأنه يحتاج ل "عمل سياسي وفكري وتنظيمي واسع يمس قطاعات كثيرة من المناضلين"، مشيرا إلى أن "العملية ليست كعكة نتقاسمها" ولكن حسبه - هي "تمس أفكار ونفسيات الناس ثم الهياكل كنتيجة"، مؤكدا "ليس معقولا الابتعاد عن المحليات"، مؤكدا أن سبب تأخر تنظيم المؤتمر الجامع راجع إلى "تأخر شروطهوأكد سالم شريف، تمسك حركة البناء الوطني بمشروع الوحدة "ونسعى لتوفير الشروط السياسية والفكرية والتنظيمية للنجاح"، مؤكدا أنه "بعد الانتخابات سنعيد إطلاق العملية أما رئيس حركة النهضة، محمد ذويبي، فرفض التعليق على تصريحات جاب الله قائلا "نحن لا نبني مواقفنا على تعليقات صحفية"، مضيفا أن الحكم على الاتحاد يكون ضمن الوثيقة الممضية بين الأطراف، مضيفا أن اللقاء الذي جمع الأطراف الثلاثة بعد التشريعيات الماضية تناول ثلاثة قضايا وهي تقييم الانتخابات التشريعية، التحضير للمحليات، ودراسة استراتيجية الاتحاد، مؤكدا ل"البلاد" أن محليات 23 نوفمبر "كانت أولوية.. وأيضا ضاغطة"، مضيفا أن موضوع الاتحاد "يتطلب نقاشا فكريا وسياسيا واضحا وصريحا"، مشيرا إلى أن الأطراف "تريد للمشروع أن يدوم"، وذلك بحوار صريح "يحدد الأهداف السياسية والخلفية الفكرية، والخطاب السياسي"، وهي حسبه "قضية تتطلب وقتا" وتساهم فيها المؤسسات المركزية والمحلية.