اندلعت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء أعمال شغب واحتجاجات كبيرة شارك فيها مئات المواطنين القاطنين بحي ''ديار المحصول'' بالمدنية وسط العاصمة، قبل أن ينضم إليهم محتجون آخرون من حي عمر مرّاد، ما استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب بعد أن قام المحتجون بقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدنية مطالبين بترحيلهم وإنهاء معاناتهم مع السكن حيث اندلعت الاحتجاجات في حدود الساعة التاسعة من ليلة أول أمس الثلاثاء، بديار المحصول، وقاموا بقطع الطريق بمحاذاة مقام الشهيد وإضرام النار في العجلات المطاطية وإقامة حواجز ورشق قوات الأمن بالحجارة واستعملت حينها مصالح الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، لتنتهي أعمال الشغب هذه في حدود الساعة الثانية صباحا، قبل أن تتجدد صباح أمس، بقطع الطريق العمومي، لتتدخل مصالح الأمن مجددا لتهدئة الأمور قبل أن تزداد حدة في حدود الساعة الحادية عشر، بعد انضمام سكان حي عمر مراد إليهم، ووقعت اشتباكات مع مصالح الأمن التي التزمت الهدوء والتعامل بحذر مع المحتجين دون استعمال القنابل المسيلة للدموع. غير أن جهودهم لدعوة المواطنين للتوجه إلى مقر الولاية لمقابلة الوالي، باءت بالفشل، حيث شدّدوا على مواصلة الاحتجاج وعدم التوقف إلى غاية قدوم الوالي شخصيا لطرح انشغالاتهم، التي أكدوا أنها لم تُؤخذ بعين الاعتبار رغم طرحها ورفعها إلى الجهات الوصية عدة مرات دون ردّ، مطالبين بترحيلهم إلى سكنات جديدة وإنهاء معاناتهم داخل شقق ضيقة أصبحت لا تتسع لأفرادها، إذ تتقاسم عدة عائلات شقة واحدة ضيقة، وهو ما دفع ببعضها إلى البناء الفوضوي واحتلال بعض الأجزاء المشتركة في العمارات على غرار السطوح.