حل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، أمس، بالجزائر العاصمة، في إطار زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام، تعتبر الأولى للمسؤول الإفريقي بصفته رئيسا لمفوضية الاتحاد الإفريقي. وسيبحث ضيف الجزائر ملفات أمنية واقتصادية وسياسية تتصدرها قضية إحلال الأمن في منطقة الساحل والتصدي لاستفحال النشاط الإرهابي وعودة المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق. وتأتي هذه الزيارة، عشية انعقاد القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي المقررة في كيغالي (رواندا) والتي ستخصص لإطلاق منطقة التبادل الحر في القارة الإفريقية (زلاك). كما تندرج في سياق يتميز بحركية خاصة تميز التعاون بين الجزائر ومفوضية الاتحاد الإفريقي، حسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية. ومن المنتظر أن يعقد موسى فقي خلال هذه الزيارة، محادثات مع مساهل حول "مجمل المسائل الافريقية المدرجة في أجندة الاتحاد، لاسيما الإصلاحات الجارية في المنظمة الإفريقية وطرق تمويلها". وأوضح البيان أن مسائل السلم والأمن في إفريقيا ستشكل "جزءا هاما من النقاشات بخصوص جهود الجزائر المستمرة من أجل الحفاظ على الأمن والسلم بإفريقيا لاسيما بكل من مالي وليبيا". من جهة أخرى، يحظى ضيف الجزائر بلقاءات مع مسؤولين جزائريين سامين، حيث سيتبادل معهم الرؤى حول "المسائل الإفريقية الراهنة وآفاق تطوير التعاون مع الجزائر". وتتزامن زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مع تصريحات خطيرة لمفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن إسماعيل شرقي الذي دعا الدول الإفريقية الى الاستعداد بحزم تحسبا لعودة حوالي 6 ألاف مقاتل من الشرق الأوسط الى إفريقيا. وذكر شرقي أنه"علينا أن نعي بالتداعيات والتطورات العالمية على أمن قارتنا لا سيما وأن بهزيمة ما يعرف بالتنظيم الإرهابي داعش في الشرق الأوسط فإن إفريقيا تشهد وجودا متزايدا لمقاتليها في منطقة الساحل وما وراءها" مبرزا أن "التقارير تتحدث عن 6 ألاف إفريقي من بين الثلاثين ألف مقاتل أجنبي الذين قدر انضمامهم الى هذا التنظيم الإرهابي في الشرق الأوسط". ولفت في هذا الجانب أن "عودة هؤلاء العناصر الى قارتنا والتي يترتب عنها أثار خطيرة على الأمن القومي تتطلب معالجة دقيقة وتعاون أقوى بين دول قارتنا على كافة الأصعدة" مبرزا ضرورة "تكثيف التنسيق وتبادل المعلومات وتحسين المعرفة بالفئات العائدة من المقاتلين الأجانب علاوة على الكشف عن تحركاتهم وتعزيز إدارة الحدود بشكل عام".