بحلول تاريخ ال20 من شهر مارس، تكون قد مرت سنة كاملة على تقلد خير الدين زطشي رئاسة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، خلفا لروراوة الذي عمر في مبنى "دالي إبراهيمّ" لقرابة العقدين من الزمن. فترة حكم زطشي على "الفاف" والتي وصلت للشهر ال12 جعلتنا نعود للحديث عن أبرز ما عرفته هذه السنة من محطات، والتي أسالت أيامها الكثير من الحبر منذ تولي رئيس "الباك" السابق مقاليد رئاسة أعلى هيئة كروية في البلاد، خاصة أن ورث إرثا ثقيلا من سلفه الذي أوصل الجزائر لأعلى الهيئات الكروية العالمية والمشاركة في مناسبتين تواليا في كأس العالم، بالإضافة لحصول وفاق سطيف على رابطة أبطال إفريقيا ونتائج أخرى زادت من ثقل مسؤولية زطشي الذي وجد نفسه يتخبط يمينا وشمالا لكي يوفق في مهمة ليست بالسهلة وزادها صعوبة نقص خبرته في الميادين وعدم التعامل بذكاء أكبر مع قضايا وصفهت بالهامة. ألكازار وحكاية 21 مليار والصدمة الكبيرة بقدوم رابح ماجر سقطات زطشي منذ ولوجه مبنى دالي إبراهيم تعددت وشملت العديد من الجوانب، لعلها أبرزها تعاقده مع المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز بعقد خيالي تسبب في متاعب كبيرة للجزائر ماليا (تعويض ب21 مليار) وحتى فنيا لتتم إقالة التقني الإسباني المغمور بعد أشهر قليلة من جلبه، ويعين في ما بعد رابح ماجر العقيم من ناحية الشهادات والخبرة في ميادين التدريب، وصاحب تعيينه على رأس الخضر موجة من الإنتقادات طالت زطشي خاصة أن غالبية أعضاء "الفاف" رفضوا هذا القرار، إلا أن زطشي أصر على تعيين صاحب الكعب الذهبي الغائب عن ميادين التدريب لمدة فاقت ال15 سنة، ليتواصل "البريكولاج" في الطاقم الفني للخضر. صراعه مع قرباج وكل من له علاقة بروراوة زطشي واصل سقطاته وصراعه مع كل من له علاقة بالرئيس السابق "للفاف" روراوة، أين شرع في شن هجومات معاكسة لرئيس الرابطة محفوظ قرباج، لغاية تنحيته من منصبه وتشكيل ديركتوار لتسيير شؤون البطولة في ال21 من جانفي الفارط قبل أن تصل القضية لأروقة المحاكم التي فصلت مؤخرا لصالح "الفاف"، في الوقت الذي إستقال رئيس لجنة الإنضباط عبد الحميد حداج من منصبه جراء ضغوطات من زطشي وأعضاء مكتبه الذين عاتوا في لجنة الإنضباط فسادا في الكثير من الملفات. الدخول في متاهات مع الهيئات الكروية الدولية ولمواصلة الحديث عن سقطات زطشي لا يمكن أن نمر مرور الكرام على قضايا أسالت الكثير من الحبر مع الهيئات الكروية الدولية، وبالأخص الكونفدرالية الإفريقية وحادثة ملف العضو ولد زميرلي، بعدما أرسلت "الفاف" ملف هذا الأخير خارج الآجال المحددة من "الكاف" ليتم إقصاءه من الترشح لنيل عضوية في المكتب التنفيذي، الأمر الذي لم يتقبله زطشي وجعله يدخل في حرب مع "الكافّ" بدليل تشاجره مع الأمين العام بمراكش، ومغادرته المغرب في "الشان" رغم تعيينه كعضو ضمن لجنة التنظيم، ما جعله مهددا بعقوبات قاسية من "الكاف" التي كانت رحيمة مع زطشي هذه المرة. ولم يقف زطشي وأعضاء مكتبه عند هذا الحد، بل تمادوا بدخولهم في صراع مع الإتحاد العربي للعبة بخصوص ممثلا الجزائر في البطولة العربية، بعد أن وقع الإختيار على وفاق سطيف وإتحاد العاصمة، ما رفضه زطشي الذي كان قد رشح إتحاد بلعباس لتمثيل الجزائر، ما يتنافى مع قوانين البطولة، التي تعطي الحق للإتحاد العربي لإختيار الفرق التي يشاء للمشاركة، الأمر الذي أحرج زطشي كثيرا الذي راح يطالب بمشاركة فريق جزائري ثالث وكأن الأمر يتعلق بمنافسة تسير بأهواء رؤساء الإتحادات. تضييع حلم المونديال وزطشي آخر من يعلم بإحترازات نيجيريا وبالعودة للحديث عن الأمور الفنية، وفشل الخضر في بلوغ المونديال والذي يعتبر أكبر خيبة للشعب الجزائري، بحيث لم يوفق المنتخب في عهد زطشي في تحقيق أي فوز على الميدان، وتكبد ثلاث هزائم متتالية، بالإضافة لفوز على البساط ضد نيجيريا (بعد إشراكهم لاعب معاقب)، وهو الخبر الذي علم به زطشي من طرف أحد الصحفيين، وكأنه لا يشغل منصب رئيس "الفاف"، في الوقت الذي كان لزاما عليه أن يشتكي بنيجيريا لا أن ينتظر هدية كان آخر من يعلم بها. التحكيم من سيء لأسوء وآمالو في قفص الإتهام ملف آخر صنع الحدث خلال سنة زطشي، ونعني بالذكر التحكيم، بعدما صرنا نشاهد مهازل تحكيمية لا يمكن السكوت عنها خلال كل جولة من لقاءات البطولة الوطنية وحتى مواجهات الكأس، في الوقت الذي طالب فيه رؤساء الأندية بتنحية رئيس لجنة التحكيم آمالو، الذي يعتبر رجل ثقة زطشي وكأن بين الشخصين أمور نجهلها جعلت رئيس "الفاف" يتشبث به مرارا رغم الفضائح التحكيمية التي باتت على كل لسان في الكرة الجزائرية. وعلى الرغم من السقطات الكثيرة للرئيس الحالي "للفاف" إلا أنه قام ببعض النقاط الإيجابية التي تحسب له منذ خلافته لروراوة لكنه مطالب بالتعلم من أخطاءه السابقة والبحث عن السبل المثلى لقيادة الكرة الجزائرية لبر الأمان وتفادي الوقوع في ما لا يحمد عقباه.