عرفت عدة ولايات، تساقطا معتبرا للأمطار، وتشكل سيول جارفة في الطرقات والشوارع، وهو الوضع الذي أدى إلى تسجيل قتلى وجرحى ومفقودين، بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة. وتشير تقارير مراسلي "البلاد"، إلى أن أمطار فصل الربيع كانت حصيلتها كارثية وقاتلة، خاصة بولاية تيارت والتي عرفت مقتل 03 أفراد من عائلة واحدة، حيث تمكنت مصالح الحماية المدنية لولاية تيارت، مدعومة بفرقة الغطاسين من انتشال الضحية الثالثة، وهو طفل يبلغ من العمر 03 سنوات، عقب انتشال جثة الأب البالغ من العمر 60 سنة، وابنته البالغة من العمر 09 سنوات، في وقت سابق، من واد مريجة. وأشار مراسل "البلاد"، إلى أن الضحايا كانوا يستقلون سيارة من نوع " نيفا " قبل أن تفاجأهم السيول العارمة وتجرف سيارتهم على مسافة بعيدة، ونجا في الحادثة ذاتها فردان آخران، مع العلم بأن هذه الحادثة هزت سكان بلدية عين بوشقيف. هذا، وأكد المكلف بالإعلام على مستوى مصالح مديرية الحماية المدنية للوحدة الرئيسية بمدينة تيارت، بأن عناصر الحماية المدنية اتخذت كافة الإجراءات المحتملة وكانت على أهبة الاستعداد، وهو ما مكن عناصر الحماية المدنية من التدخل السريع في عديد النقاط. وأوضحت مصالح الحماية المدنية، أنها سجلت 120 تدخل، منها 58 بعاصمة الولاية، والأخرى في كل من السوقر، توسنينة وقصر الشلالة، تمحورت في امتصاص مياه الأمطار بداخل المساكن على مستوى عدة أحياء المدينة والعمارات، وأضافت بأن الأمطار الغزيرة قد تسببت في تجمع كميات كبيرة من المياه على مستوى الطرقات الحضرية لاسيما بمدينة تيارت، إضافة إلى فيضان أودية بتوسنينة وبوشقيف. وتواصل مصالح الحماية المدنية، بالتعاون مع أعوان الوحدة الولائية للديوان الوطني للتطهير، جهودها لتصريف مياه الأمطار من داخل المساكن المتضررة، فضلا عن العمل على إعادة فتح المحاور الطرقية.
ليلة سوداء عاشتها تيارت ... في سياق متصل عرفت بلدية توسنينة بولاية تيارت، تساقطا معتبرا للأمطار أيضا، بشكل بعث مخاوف السكان من الفيضانات والسيول الجارفة، خاصة على مستوى المناطق الريفية، وذلك بعد ارتفاع منسوب المياه، ولولا تدخل عناصر الحماية المدنية لكانتالحصيلة كارثية، حيث تم إنقاذ شاب من الموت المحقق بعدما جرفت السيول سيارته قبل أن يتمكن من الخروج، بفضل جهود أعوان الحماية المدنية وبعض المواطنين، وذلك رغم قوة السيول الجارفة. وببلدية مغيلة، تكبد مواطنون خسائر كبيرة بفعل نفوق عشرات المواشي بعد ارتفاع منسوب واد مغيلة، والذي جرف عددا منها، كما خلفت الأمطار المتساقطة على مدار 24 ساعة الأخيرة، خسائر معتبرة على مستوى جسر بلدية مغيلة، وهو الجسر الذي يربط كل من بلدية مغيلة ببلدية السبت، مما أدى إلى تعطل حركة المواطنين بشكل كبير. وحسب شهود عيان تحدثوا ل "البلاد"، فإن سكان بلدية مغيلة والسبت وسيدي الحسني عايشوا جحيما أسود ليلة الأربعاء إلى صبيحة الخميس، بفعل ارتفاع منسوب المياه والسيول الجارفة، زيادة على توقف عمل الهواتف النقالة. وأكدت المصادر ذاتها على العموم، بأن الخسائر المسجلة لم تتعد الجانب البشري.
السيول تجرف مساكن وبيوت وتشرد عائلات بالجلفة وبولاية الجلفة، عرفت بلدية عين أفقه، المتواجدة شمال عاصمة الولاية، تساقطا معتبرا للأمطار، تسببت في خسائر كبيرة، حيث تغلغلت السيول الجارفة لعدد من السكنات المتواجدة بالقرب من واد المار وسط البلدية، وأتلفت بعض الممتلكات وأجهزة كهرومنزلية لبعض السكان، كما أتلفت ممتلكات بعض التجار، حيث سجل تغلغل للسيول والأوحال إلى العديد من المحلات التجارية، وأجبرت السيول العديد من الأفراد على مغادرة مساكنها والإحتماء بالأسطح، بعد ارتفاع كبير لمنسوب المياه، والذي وصل إلى حدود متر على إثر فيضان الوادي، وتسببت السيول في سقوط عدد من جدران المباني الهشة. وذكر عدد من المواطنين في تصريحاتهم ل "البلاد"، بأن تساقط الأمطار الطوفانية تسبب أيضا في تصدعات كبيرة على مستوى الجسرين المتواجدين وسط المدينة، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف تام لحركة المرور، لكون أن الجسرين المذكورين يربطان المدينة ببعضها، زيادة على الخسائر التي مست بعض الطرقات بعد أن جرفت السيول العديد من طرقات البلدية، والتي لم تصمد أمام السيول الجارفة، وهو مايعكس الغش في الإنجاز، خاصة وأن هناك طرقات تم تعريتها بشكل كامل، ولحسن الحظ لم تسجل أي خسائر بشرية خلال هذا الفيضان، لتقتصر الخسائر على الجانب المادي فقط. من جانب آخر، تحدث عدد من الفلاحين، بأن السيول أتت على العديد من المزارع المتواجدة هناك، وتسبب في خسائر فلاحية كبيرة، حيث جرفت السيول خضروات كانت معدة للتسويق، زيادة على تسجيل انجراف كبير للتربة، وسقوط الجدران الخارجية لعدد من البساتين، وأكد المتضررون بأن وضعيتهم كارثية، مطالبين بتدخل السلطات لانتشالهم من هذا الوضع.
حبات البرد تخلف خسائر فادحة للفلاحين بالأغواط وبولاية الأغواط، عرفت البلديات الشمالية، سقوطا معتبرا للأمطار الغزيرة وحبات البرد، حيث تحدث فلاحون عن خسائر بالملايين، مست المزارع المتواجدة هناك، وأتلفت الآبار وآلات السقي، بالإضافة لمعدات فلاحية عديدة جرفتها السيول، زيادة على إتلاف مساحات زراعية كبيرة غمرتها السيول بشكل كلي. وأشارت مصادر "البلاد" إلى أن أحد الموالين خسر أكثر من 20 رأسا من الماشية، وذلك ببلدية سبقاق، كما تحدث السكان عن قضاء ليلتهم على الأسقف، وذلك عقب توغل مياه السيول حتى إلى داخل المساكن، ومخافة حدوث مكروه، أدى بالسكان إلى الإستنجاد بالأسطح والهروب من السيول الجارفة التي اجتاحت العديد من الشوارع والأزقة ببلديات الولاية.
وادى مكرة ببلعباس يجرف شخصا وبولاية سيدي بلعباس، جرفت سيول وادي مكرة، شخصا بعد تسجيل ارتفاع كبير لمنسوب المياه، على إثر الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الولاية. وأشار مراسل "البلاد" إلى تلقي مصالح الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس، معلومات من طرف أحد المواطنين، والذي أفاد بسقوط شخص بواد مكرة، جرفته المياه على مستوى حي هواري بومدين، الأمر الذي أدى إلى تدخل الحماية المدنية بشكل سريع مع تسخير وسائل بشرية ومادية متمثلة في 12 غطاس و65 عون الحماية المدنية، 05 شاحنات للتدخل، و03 سيارات إسعاف، وتتبع مسار الواد للبحث عن هذا الشخص المفقود. هذا، وكانت مصالح الأرصاد الجوية، قد حذرت في نشرة عاجلة، من نشاط إضطراب جوي متسم بسقوط معتبر للأمطار في بعض الولايات، كحال تيارت وسيدي بلعباس والجلفةوالأغواط وغيرها. وحددت مصالح الأرصاد الجوية صلاحية هذه النشرة ب 24 ساعة، الأمر الذي أيضا بمصالح مصالح الدرك الوطني إلى تحذير مستعملي الطرق الوطنية والولائية والبلدية، وضرورة توخي أقصى درجات الحذر والحيطة، مشددة على ضرورة التقيد بإجراءات الأمن والسلامة وعدم استعمال السرعة المفرطة وتطبيق قانون المرور تفاديا لتسجيل حوادث مرور وعدم المجازفة في قطع الطرق التي تعرف سيولا جارفة.