أثنى اليوم وزير الاتصال، جمال كعوان، على المقاربة الأمنية لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قائلا إنه "باشر منذ انتخابه سنة 1999، في وضع إستراتيجية شاملة تهدف في آن واحد إلى وضع حد نهائي للإرهاب ومصالحة أمة مجروحة". وتابع كعوان، أن "المصالحة الوطنية وإضافة لكونها نقلت الجزائر من عشرية الدم إلى سنوات الأمن، فقد أصبحت مصدر إلهام للمواطن في تعاملاته العديدة مع الآخرين وولدت لدى الأغلبية القناعة بأن "العنف لا جدوى منه". وقال كعوان في كلمة له خلال إشرافه على افتتاح يوم دراسي بمناسبة إحياء "اليوم العالمي للعيش معا في سلام"، أن "المصالحة الوطنية الناجحة بقيادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أصبحت مصدر إلهام للمواطن الجزائري في تعاملاته العديدة مع الآخرين، إذ ولدت لدى الأغلبية القناعة الراسخة أن العنف لا جدوى منه، بعد أن كان العنف هو اللغة السائدة". وأوضح أن المصالحة الوطنية "هي أيضا مصدر إلهام في تحريك المبادرات البناءة على المستوى العالمي، إذ تفخر الجزائر اليوم بكونها صاحبة مبادرة جعل يوم 16 ماي من كل سنة يوما عالميا للعيش معا في سلام، الذي يحتفل العالم بأول طبعة له هذه السنة". وبعد أن ذكر بما عانته الجزائر من ويلات الإرهاب الذي كاد يذهب بكيان الدولة الجمهورية، قال الوزير "لولا قيم ثورة الفاتح من نوفمبر التي كانت وما تزال مرجع الجزائريين في التضحية والذود عن الحق والحرية والعدالة، لما كان لبلدي أن يصمد أمام الهمجية الإرهابية وآثارها الهدامة على المجتمع". وأكد في هذا الشأن أن "الحكمة البالغة لرئيس الجمهورية شكلت البوصلة التي أنارت طريق السلم والمصالحة الوطنية الذي لقي قبولا جماهيريا واسعا وفتح أفق التطلع من جديد إلى مستقبل أفضل، في ظل العزة والكرامة، محررا بذلك الطاقات للبناء الوطني وتحقيق التطور والرخاء للجميع". وفي تصريح له في ختام أشغال هذه الندوة، ذكر الوزير بإسهامات الجزائر في التشريع الدولي، لا سيما في الشق المتعلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها. وندد الوزير بالمناسبة ب«المجازر" التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ما يحدث في فلسطين ليست بمواجهات، وإنما "جيش يقتل أبرياء فلسطينيين من بينهم أطفال وصحفيين". وخلال أشغال الندوة، أكد محمد العيشوبي، وزير سابق أن الجزائر ما فتئت، منذ الاستقلال، تدعو إلى تفضيل لغة الحوار لفك النزاعات مشيدا بالمبادرة الجزائرية لتكريس يوم عالمي "للعيش معا في سلام". ومن جانبه، قال أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي إن المجتمع الجزائري أثبت، أنه محترم ومتقبل للآخر وقادر على التعايش مع ثقافات مختلفة، معبرا بالمناسبة عن امتنانه لجهود الجزائر في إطار الهيئات الأممية لترقية ثقافة العيش المشترك. أما المختص في القانون العام الأستاذ وليد العقون، فقد اعتبر أن إرساء ثقافة العيش واحترام الاخر يتطلب أولا تكريس ثقافة القانون واحترامه.