كلف العقيد الليبي معمر القذافي رئيس جهاز المخابرات أبو زيد عمر دوردة بالبحث عن مكان وجود وزير الخارجية المستقيل موسى كوسا الذي لجأ إلى لندن وتصفيته فورا· واعتبر تقرير لمجلة ''دير شبيغل'' الألمانية الصادر أمس، أن هروب كوسا شكل هزيمة نفسية للعقيد، وضربة قاسية لنظامه، ونقلت المجلة عن دوائر في المعارضة الليبية قولها إن القذافي أصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته، موضحة أن الغرب يتوقع أن يحصل من كوسا، المقرب بشدة من القذافي، على معلومات ثمينة بشأن النظام الليبي، فيما تبقى بعض التساؤلات فيما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيمنح حق اللجوء السياسي فوق أراضيه لشخص متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وما سيقدم الغرب الغرب مقابل المعلومات التي سيحصل عليها من كوسا· وذكرت ''دير شبيغل'' أن ملابسات هروب كوسا لم يتضح منها إلا سفره يوم الاثنين الماضي لأسباب خاصة إلى تونس ثم مغادرته منها إلى لندن يوم الأربعاء، حيث هبطت طائرته في مطار ''فان برو''، وهو مطار صغير يقع جنوب غرب لندن ومخصص للطائرات الخاصة وليس لخطوط الطيران العادية· وذكرت المجلة أنه من غير المنطقي خروج كوسا من بلاده دون مساعدة استخبارية غربية، ونسبت للخبير بمجلة ''غينيس'' للشؤون الدفاعية، ديفد هارتويل، قوله إن كوسا بوصفه رئيسا سابقا للاستخبارات احتفظ طويلا بعلاقات مميزة مع المخابرات البريطانية· واعتبرت المجلة أن سعي كوسا بعد وصوله إلى لندن للحصول على حق اللجوء السياسي من شأنه أن يضع الحكومة البريطانية في موقف حرج لما ستمنحه لكوسا مقابل معلوماته· وقالت إنه على الرغم من نفي رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون منح كوسا حصانة ضد الملاحقة القانونية، فإن أسلوب حديثه يدع الباب مفتوحاً أمام صفقة مع الوزير الليبي المنشق· وظل كوسا البالغ من العمر 61 عاما، من أخلص المقربين للقذافي وكاتم معظم أسراره على مدار 30 عاما، حيث كان مسؤولا في البداية عن العلاقات مع حركات ''التحرير الوطني'' الأجنبية، ثم أصبح رئيساً للاستخبارات عام ,1994 وظل فيها إلى أن أصبح وزيرا للخارجية عام .2009 وكانت مهمته، كرئيس للاستخبارات، إخراج بلاده من العزلة التي كانت تحيط بها، ولعب دورا في التفاوض على منح تعويضات لأسر ضحايا تفجيرات لوكيربي والنيجر·من ناحية أخرى، أعلن أمس، الدكتور علي التريكي المكلف بمنصب مندوب ليبيا بالأمم المتحدة عدم الاستمرار في أي عمل رسمي مع نظام العقيد معمر القذافي· في حين نفت الداخلية التونسية أن يكون مقربون من القذافي دخلوا تونس بهدف اللجوء· وقال التريكي الموجود حاليا في القاهرة، إنه يأسف لإراقة دماء الشهداء نتيجة للعناد وسوء التقدير وعدم الإدراك، على حد تعبيره· وشغل التريكي منصب وزير الوحدة الإفريقية وعددا كبيرا من المناصب السامية في النظام الليبي·