عدد من الشخصيات المقربة من القذافي في تونس فقد نظام القذافي ركيزة أساسية في فرار وزير الخارجية، موسى كوسا، إلى لندن، والذي يعتبر ''العلبة السوداء'' لنظام القذافي والمطلع على كل خباياه، حيث أعلنت بريطانيا نبأ وصول وزير خارجية ليبيا، موسى كوسا، إلى لندن، قادما من تونس. قال وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، إن كوسا لا يستفيد من أي ''حصانة'' وأنه يجري محادثات مع السلطات البريطانية في الموضوع. واتضح من خلال التصريح أن بريطانيا تمسك سمكة كبيرة. موسى كوسا، 59 سنة، متحصل على دبلوم ماستر في الولاياتالمتحدة، كان رئيس الاستخبارات الليبية من 1994 إلى .2009 وكان سفيرا لفترة قصيرة في بريطانيا، ثم طرد في 1981 في قضية السفارة الليبية بلندن حيث احتجزت شرطية بريطانية وقتذاك. قبل ذلك كان الرجل القوي في اللجان الثورية وأمين سر القذافي. ولعب دورا محوريا في تخلي القذافي عن المشروع النووي، وفي توجه هذا الأخير نحو الفضاء الإفريقي، وفي قضية الممرضات البلغاريات، وفي التفاوض في قضية لوكربي، وغيرها من الملفات الحساسة. وقد جاء من تونس ثم دخل في مفاوضات مع البريطانيين. وكانت واشنطنولندن قد أشارتا، في وقت سابق، إلى اتصالات سرية مع مسؤولين ليبيين ينوون التخلي عن القذافي. ورحبت أسر الضحايا بفراره إلى لندن، واعتبر أحدهم أن كوسا سيساعد على إظهار الحقيقة في هذا الملف. وطلب قضاء أسكتلندا من الخارجية البريطانية السماح لها بسماع شهادة كوسا في قضية لوكربي. وتعمل بريطانيا على استخراج ما أمكن من المعلومات قبل إعطائه الضمانات التي قد تقيه محاكمة أكيدة على ما سبق. بينما اعتبرت فرنسا أن فرار كوسا يزيد من ''عزلة القذافي''. وقال مسؤول أمريكي إن ''محيط القذافي فهم أن القضية فصل فيها''. من جهته، وصف عبد الرحمن شلقم، مندوب ليبيا السابق بالأممالمتحدة، وزير خارجية نيكاراغوا السابق، الذي تم تعيينه لتمثيل ليبيا في الأممالمتحدة، ب''المرتزق''. وأكدت سوزان رايس عدم قبول مغيل ديسكوتو بروكمان مندوبا لليبيا بالهيئة الأممية. وأكدت طرابلس فرار كوسا الذي ذهب إلى تونس من أجل العلاج، كما قال الناطق باسم الخارجية الليبية، أمس. لكنه نفى تنحي رئيس المخابرات أبو زيد دردا ورئيس البرلمان محمد زوي. ونقلت قناة ''الجزيرة''، أمس، خبر تنقل مجموعة كبيرة من الشخصيات الليبية المقربة من القذافي من طرابلس نحو تونس، دون ذكر أسمائهم. في الميدان، تواصلت الاشتباكات، مساء أمس، بين كتائب القذافي والثوار على مشارف البريقة. وقصفت المقاتلات البريطانية دبابات ومدرعات تابعة للقذافي في مصراتة، لكن ذلك لم يمنع الأخيرة من مواصلة قصف المدينة منذ الصباح.