دخل منذ صباح أمس، مئات من أعوان الحرس البلدي قدموا من جميع ولايات الوطن، في حركة احتجاجية مفتوحة وذلك وسط إجراءات أمنية كبيرة، وأكدوا أنهم لن يتراجعوا ولن يغادروا ساحة الشهداء بالعاصمة إلى غاية تسوية وضعيتهم الاجتماعية والمهنية والاستجابة لمطالبهم التي رفعوها إلى رئاسة الجمهورية. هذا واعتصم أزيد من 1000 عون حرس بلدي أتوا من جميع الولايات منذ صبيحة أمس، ومنهم من قضى ليلة أول أمس بساحة الشهداء في انتظار التحاق باقي زملائهم من الولايات الأخرى، لتنظيم تجمع أمام رئاسة الجمهورية والمطالبة بالاستجابة لمطالبهم. ونظرا للتعزيزات الأمنية الكبيرة لعناصر الشرطة الذين توافدوا إلى موقع ساحة الشهداء، فإن ذلك حال دون تمكينهم من الخروج والسير خارج الساحة، وهو ما حتّم عليهم البقاء متجمعين تحت أشعة الشمس ودرجة حرارة مرتفعة بلغت أمس حدود 30 درجة. كما وقفت ''البلاد'' على وضعية هؤلاء الأعوان الذين نال منهم التعب، وأخذوا من وسط الساحة مكانا للقيلولة والراحة. فيما توجه الآخرون إلى المقاهي لتناول فطور الصباح، باعتبار أن أغلبهم قضى الليلة في المكان والبعض منهم انطلقوا من ولاياتهم في الساعات الأولى من نهار أمس. وقد رفع المحتجون من الحرس البلدي، العديد من الشعارات المنددة والمستنكرة لتخلي السلطات المعنية عن جهودهم ومساهمتهم في استتباب الأمن في البلاد منذ إنشاء هذا السلك سنة .1994 كما شهد وسط ساحة الشهداء تعليق لافتات عبروا فيها عما أسموه ب ''الحقرة''، ولافتات تؤكد تمسكهم بالحركة الاحتجاجية كتبوا فيها ''بعد أداء الواجب لا رجوع عن المطالب''، وأخرى مخاطبين فيها رئيس الجمهورية ''ارفع راسك يا بّا مع الحرس البلدي''. وعلى إثر ذلك كلفت رئاسة الجمهورية ممثلين عنها لاستدعاء وفد ممثل عن الحرس البلدي مُشكل من ثمانية أفراد، وتم استقبالهم من طرف ممثل مديرية المنازعات بديوان رئاسة الجمهورية، وتسلم منهم أرضية المطالب وعريضة طعن في كل المقترحات التي قدمتها لهم وزارة الداخلية، ووعدوهم بوضعها على طاولة الرئيس أمس، وضربوا لهم موعدا على الساعة الثانية بعد الزوال في مقر الرئاسة لإخطارهم برد الرئاسة على انشغالاتهم، حيث أكد العناصر الممثلون في هذا الوفد أنهم سيقررون الخطوات المقبلة لحركتهم الاحتجاجية بناء على ما سيرد من قرار لدى رئاسة الجمهورية، مشيرين إلى تمسكهم بالمرابطة في ساحة الشهداء وعدم مغادرتها إلى حين تلبية مطالبهم.