يلتقي هذا الأحد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، رؤساء اللجان الإنتقالية ل6 محافظات ب3 ولايات، هي المدية، تيبازة وعين الدفلى، وذلك تزامنا مع الإعلان الرسمي المنتظر لما يعرف بلجنة إنقاذ الأفلان، ما يجعل الاجتماع بالمحافظين ورقة مهمة في يد ولد عباس سيوظفها لقطع الطريق على خصومه، ولاحتواء نزيف المحافظين والتحاقهم بهم. عمّقت التصدعات الحاصلة في حزب جبهة التحرير الوطني من أزمة الأفلان، وكرّست عدم الإنسجام داخل البيت العتيد قبل أشهر فقط من الإنتخابات الرئاسية، حيث وضعت المشاحنات والخلافات التي يشهدها الأفلان الحزب بعيدا عن أي تحرك جدي للتحضير لهذا الإستحقاق الذي يراهن عليه ولد عباس لتعزيز تموقعه على رأس الحزب، إذ أن الأمور داخل بيت جبهة التحرير الوطني لم تعرف الهدوء منذ رحيل الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، حيث كان رحيله منعرجا لجعل الحزب في كل مرة عرضة لهزات ارتدادية خفت حدتها نسبيا وقت مجيء عمار سعداني، وفشل تحركات لجنة الوفاء التي يقودها عبد الرحمان بلعياط، ليحتدم الصراع مجددا منذ تولي الأمين العام الحالي، جمال ولد عباس، مهمة مداواة جراح الحزب، التي يبدو أنها ستفتح من جديد بسبب التشققات الحاصلة بين قيادات الحزب، والحرب المعلنة بين الحرس القديم للمكتب السياسي للحزب، وبين القيادة الحالية برئاسة جمال ولد عباس، حيث أن السجال الحاصل وحرب التصريحات تعكس حالة تهلهل داخل حزب فقدت قيادته ركائزها قبل أشهر فقط من موعد الإنتخابات الرئاسية، وهو الموعد المهم الذي يعتبر الأفلان بصفته أقوى حزب سياسي في البلاد محركا فاعلا فيها، كما تستوجب أن يكون عميد الأحزاب الجزائرية واقفا على أرضية صلبة للتحضير لها، حيث أن الصراع بين أذرع الحزب جعل الأفلان يعيش أسوا مراحله، خاصة بعد أن تم الإعلان عن إطلاق مجموعة من كوادر ومناضلي الحزب لمبادرة "لجنة إنقاذ الأفالان"، يتزعمها عضو هيئة المكتب السياسي والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، الذي ساق اتهامات خطيرة لجمال ولد عباس، بجعله في خدمة أجندات سياسية مشبوهة، فضلا عن خيانته للحزب، وللرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ورغم أن ولد عباس التزم الصمت في آخر خرجة إعلامية له، سواء فيما تعلق بحالة الإحتقان التي تشهدها عملية تجديد هياكله بالولايات، أو بالنسبة للحركة التصحيحية التي يقودها عدد من أعضاء المكتب السياسي السابق، لكن الأكيد أن الرجل الأول في الحزب العتيد يدرك أن بيت حزبه مهدد بالخطر، سيما أن تحركات خصومه تستهدف استقطاب الأمناء والمحافظين، ولذلك تحرك الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، من أجل احتواء النزيف الداخلي الذي ضرب الحزب، حيث سيعقد اليوم، تجمعا جهويا لإطارات الحزب، حيث سيكون على موعد مع محافظات كل من تنس الشلف، بني سليمان المدية، قصر البخاري، ونشرال تيبازة ، خميس مليانة بوقادير، وذلك من أجل كسب ورقة المحافظين. وإن كان الاجتماع يندرج في إطار الندوات الجهوية التي يعكف عليها الأمين العام منذ فترة، في إطار التحضير للانتخابات والوقوف على تجديد هياكله، إلا أنها تحمل في طياتها خطوة استباقية من ولد عباس، لتعزيز تموقع وكسب ورقة المحافظين بهذه الولايات لصالحه، وقطع الطريق أمام الخصوم.