تنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ،اليوم، في قضية المتهمين الثلاثة المتابعين بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها بمادة "حمض النتريك "المستعملة في صناعة المتفجرات ن ويتعلق الأمر بكل من المتهمين "ح.عمر"و " خ.فريد"، والمتهم "ب.جمال". تفاصيل القضية تعود إلى ماي 2007 عندما تم اعتقال المتهم الرئيسي "ح.عمر"والمتهمان "خ.فريد" و"ب.جمال " باعتبارهما تاجران وكانا يزودان المتهم بمادة "حمض النتريك" التي كان قد نقلها المتهم الرئيسي "ح.عمر" إلى جبال بومرداس وتيزي وزو حيث قدرت كميتها مايقارب 30 طن و500 كلغ ، وهذا مقابل مبالغ مالية كبيرة. المتهم"ح.عمر" اعترف أمام الضبطية القضائية أنه تلقى هذه المبالغ المالية من أخيه الإرهابي المكنى"أنس"داخل أكياس بلاستيكية من الحجم الكبير والذي أكد في تصريحاته أن قضيته بدأت شهر أوت من عام 1998 وهذا مع التحاق شقيقه الإرهابي المدعو"أنس" إلى معاقل الجماعات الإرهابية "بتيزي وزو" مضيفا أن مصالح الأمن تمكنت من القضاء عليه في إحدى عمليات التمشيط " وقد كلف هذا الأخير بالبحث عن تجار جملة من أجل تزويده"بحمض النتريك ". وتأتي هذه العملية بعدما تمكنت مصالح الأمن من تفكيك خلايا دعم وإسناد وتجنيد تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، واستنادا لمصادرنا فإن هؤلاء الأفراد كانوا ينشطون تحت لواء »حراك زهيد« المدعو سفيان فضيلة والذي يعتبر أحد أبرز خبراء التنظيم في مجال المتفجرات، وتوصلت التحريات الأمنية إلى أن هذا الأخير كان وراء التخطيط لأغلب التفجيرات الانتحارية في الجزائر ، كما أنه كان يقوم بتوجه الجماعة الإرهابية التي تضم أيضا شقيقه الإرهابي "ح.عمر" الذي كان يبيع المعدات الطبية ولوازمها، واستطاع " ح، عمر" شراء 500 كغ من هذا الحمض، على دفعتين، إلا أن الأمر لم يدم طويلا بعدما الخلاف الذي حدث حول السجل التجاري الذي لم يكن يحوز عليه " خ ، عمر"، مما اضطر هذا الأخير للبحث مجددا عن مصدر آخر، وتمكن من الاتصال بالمتهم "ب، جمال" ، الذي كان تاجر جملة بمنطقة برج البحري بالعاصمة، حيث اتفق الطرفان على أن تكون كمية المادة هي30 طن، واقتنى " خ.عمر " أول دفعة متكونة من 12 صفيحة، تبلغ وزن الواحدة منها 33 كغ، ودام التعامل بينهما حتى أكتوبر2007 وكشف المتهم "خ.عمر" أثناء التحقيق معه، أنه كان ينقل هذه الكميات المعتبرة من حمض النتريك إلى معاقل الجماعات المسلحة بجبال تيزي وزو، ويلتقي أخيه " المكنى» أنس« بمنطقة» بتيجلابين بولاية بومرداس، ليزوده بالأموال في أكياس بلاستيكية من الحجم الكبير، مما يضطره لنقلها بواسطة شاحنة، وفي نفس السياق أضاف المتحدث أنه التقى بمجموعة من الإرهابيين ببومرداس حيث كلفوه بشراء مادة »حمض النتريك لتستعملها الجماعات المسلحة في صناعة المتفجرات،في تنفيذ عمليات انتحارية بواسطة السيارات المفخخة، ومن جهة أخرى أكد المتهمان "خ.فريد"و"ب.جمال" أنهما كانا يزودان "المتهم"خ.عمر" بمادة حمض النتريك مؤكدين في الوقت ذاته أنهما لم يعرفا ماذا كان يفعل بهما، على اعتبار أنه أفادهما بأنهما موجهة لتنظيف مصنع " العصير"، ما جعل قاضي التحقيق يفيدهما من انتفاء وجه الدعوى القضائية، إلا أن النيابة العامة استأنفت في الحكم وتم إحالة كافة المتهمين على غرفة الاتهام، التي وجهت لهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها بمواد مستعملة في صناعة المتفجرات "حمض النتريك" .