أفادت مصادر موثوقة، أن التحقيقات في ملف العمليات الانتحارية التي انتهجتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ سنة 2007، بزعامة الإرهابي عبد المالك دروكدال المكنى ب''أبي مصعب عبد الودود''أن مادة حمض ''النتريك'' المستعملة بشكل أساسي في تعبئة السيارات المفخخة كان ينقل في شاحنات خاصة بنقل الجبن ومشتقاته وصهاريج المياه، وحسب المصادر نفسها. فإن المشرف المباشر على العملية هو شقيق الإرهابي حارك زهير المكنى سفيان فصيلة أبوحيدرة الأمير السابق للمنطقة الثانية الذي تم القضاء عليه سنة 2007بعد التحاقه بالجماعة الإرهابية عقب فراره من كمين نصبته له قوات الأمن بمنطقة تيزي وزو، حين كان برفقة هذا الأخير الذي عثر بشاحنته على مواد متفجرة وحمض ''النتريك''، الذي كان مخبأ تحت الصناديق المملوءة بالجبن. وكشفت مصادر متطابقة بأن الإرهابي ''ح.ر'' الذي يعتبر الشقيق الأكبر للإرهابي سفيان فصيلة أحد أشقائه الخمسة الذين تم القضاء على 30 منهم لضلوعهم في أعمال إرهابية في فترة التسعينيات وكانوا ينشطون ضمن كتيبة الأنصار. ويعد الإرهابي ''ح.ر'' من أخطر العناصر الناشطة في محور زموري بومرداس تيزي وزو، وكان يعمل مدرسا لمادة الكيمياء في مركز التكوين المهني ببرج منايل، ليستقيل بعدها ويشتغل في التجارة كموزع لمادة الجبن ومشتقاته بغرض التمويه وتسهيل مهمته في نقل حمض ''النتريك'' الذي كان يخبأ تحت صناديق الجبن باعتباره عنصر دعم وإسناد للعناصر الإرهابية. وحسب المعلومات التي أدلى بها بعض التائبين حديثا لمصالح الأمن، فإن هذا الأخير وحده من كان يشرف على ضمان حمض النتريك قبل أن يتم كشف أمره في سنة 2007بعد تنفيذ أول عملية انتحارية في الجزائر العاصمة، لكن مصالح الأمن المشتركة فضلت التكتم على نتائج التحقيقات وأبقتها طي الكتمان، حتى تتمكن من ضبط أكبر كمية من هذه المادة وتفادي كشف الأمر حتى لا تلجأ المجموعات الإرهابية إلى ابتكار طريقة أخرى. وتعود تفاصيل القضاء على هذا الإرهابي والكشف عن مخطط تهريب المواد المتفجرة إلى معاقل السلفية، إلى العملية التي قامت بها الأجهزة الأمنية حيث نصبت كمينا للإرهابي وهو متجه في طريقه إلى تيزي وزو ومعه شقيقه سفيان فصيلة، خبير المتفجرات في السلفية والذي تمكن من الفرار لينخرط مباشرة في صفوف الجماعات الإرهابية. وبعد التحريات، تمكنت قوات الأمن المشتركة من استرجاع أكثر من 08براميل تحوي مادة حمض النتريك المتفجرة، والتي كانت مخبأة في غابة مرشيشة بتيجلابين. وحسب المصادر ذاتها فإن العناصر الإرهابية أمرت بتحويل فصيلة إلى كتيبة الأرقم بعد القضاء على شقيقه.