البلاد - فيصل.ح - أعرب سفير القاهرة الذي قدم اوراق اعتمادة مؤخرا بالجزائر، ايمن عبد الفتاح مشرفة، في اول تصريح اعلامي له، عن اعتزازه بالدور الذى اضطلعت به الجزائر فى دعم مصر قبل وأثناء حرب اكتوبر 1973، مشيرا إلى الدعم المعنوي والمادي الذي قدمته القيادة السياسية في الجزائر الى اشقائهم المصريين خلال هذه الفترة، مستشهدا بقيام الرئيس بومدين بزيارة تاريخية الى موسكو وسلم القيادة السوفيتية شيكين مفتوحين لتزويد مصر وسورية بالأسلحة والذخيرة التى تحتاجها كلتا الدولتين فى الحرب، إضافة الى تقديم اوامر بإرسال سرب طائرات سوخوي-7 وسرب ميج-17 وسرب ميج- 21، وصلت إلى الجبهة المصرية فى الأيام الأولى من الحرب، بخلاف لواء مدرع كان له دوره المؤثر فى دعم القوات المسلحة المصرية. واوضح السفير في كلمته بمناسبة الذكرى ال 45 لحرب اكتوبر، أن المنطقة العربية اليوم تشهد انقسامات وتهديدات لا تقل ضراوة وخطورة عن خطر الاحتلال، تهديدات تجعلها فى أمس الحاجة الى روح أكتوبر جديدة لتوحيد الكلمة ومواجهة قوى الشر من داخلها قبل أن تكون من خارجها. قوى فى شكل جماعات وتنظيمات متطرفة مدعومة بشكل صريح ومباشر من قبل نظامى دولتين إحداهما للأسف عربية - أخذتا على عاتقهما التدخل فى الشؤون الداخلية لكافة الدول العربية تحت ذرائع مفتقدة لديهما، وساهمتا بدور كبير فيما يسمى بالربيع العربى لحساب أطراف خارجية حرصت وما تزال تحرص على وأد هذه الروح التى ولدت مع حرب أكتوبر المجيدة. واشار السفير مشرفة، إلى انه وبذات الروح والفكر، تستكمل مصر مسيرتها فى خدمة قضايا أمتها العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث لا يمكن تصور التوصل إلى تسوية سياسية تحقق حلم الدولة الفلسطينية، دون إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، ليُكَون جبهة موحدة تستطيع خوض غمار المفاوضات من موقف قوي، خاصة مع استغلال قوى الشر الوضع فى فلسطين لتحقيق مطامع شخصية والتدخل فى الشأن الفلسطينى بأجندات خاصة لا تحقق المصلحة العامة. ومن هذا المنطلق حرصت مصر على مواصلة جهودها لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والقضاء على مظاهر الانقسام الفلسطينى وهوما عكسته كافة الاجتماعات التى عقدت فى القاهرة ورام الله خلال الأيام الأخيرة والتى ينتظر أن تستمر فى القاهرة خلال الأيام القادمة. وقال السفير أيمن مشرفة، إن حرب أكتوبر 1973، مثلت نقطة فارقة فى منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم فى الثلث الأخير من القرن العشرين، واستطاع المصريون بمهارة قلب موازين القوى، في إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان.