البلاد - فالح نوار - يصرّ 19 محارباً من طراز خاص على تحطيم الطابوهات في 9 ولايات، عبر عرض حداثي جريء لمسرح معسكر الجهوي، يفكّك فيه قنبلة العلاقات غير الشرعية. في جولة انطلقت من مدينة مستغانم، وتجوب تباعا ولايات: تيزي وزو، برج بوعريريج، أم البواقي، سكيكدة، قالمة، قسنطينة، سطيف والعلمة، يعود رشيق الخشبات ومحمد فريمهدي، بعرض جدلي موجوع بأسئلة الفتاة حنين التي تتأزم بخيانة مشروخة لوالدتها مع أحد الهرمين، فتنتفض حنين وتفرّ بعيدا إلى بيت معلّمها الموسيقار، لتتراقص الأسئلة/النقائض: الشرف والميوعة، الانتماء والخيانة، والتبعثر والملائكية والزبائنية في ماخور موجوع بأسئلة الذات والتشرنق. وعبر خط فعلي متصّل انتصر للمفاجآت/الصدمات، راح الممثلون: فؤاد بن دوبابة، نوارة براح، ناصر الدين جودي، دليلة نوار، فاطمة الزهراء مسعودي وآمال بن عمرة، يمارسون لعبة الأسئلة وسط فضاء سوداوي تعاطى بفلسفية مع مؤدى ومآلات العلاقات غير الشرعية، على نحو غير مسبوق في جزائر مأزومة بمحظور ظلّ في دائرة المسكوت عنه. وبرز في مسرحية حنين، شيء من السريالية الساخرة في قالب مؤثث بالشاعرية التراجيدية الهاجسة، وجرى وضع كل ذلك في نسق نقدي لاذع مشبع بالسخرية والتهكم لسلوكيات المجتمع والراهن العام في الجزائر. ثالث إنتاجات مسرح معسكر الجهوي لسنة 2018، شهد مشاركة قادة شلبي كمخرج مساعد، وإسماعيل سوفيط كمستشار فني، فضلاً عن سفيان بلقاسم وبن يحيى بن سعادة في الإضاءة والصوت، والثنائي قادة كروم وأحمد عز الدين في تسيير الخشبة، والريجيسور مختار بخدة، إضافة إلى محمد الأمين لكحل في المراقبة العامة لمنجز ركحي واكبه عبد القادر صوفي موسيقياً، وعيسى شواط كوريغرافياً. مسرح معسكر الجهوي الذي يتأهب لإعادة افتتاح مقرّه العتيق مطلع العام الجديد 2019، يعد بوجبات أكثر دسامة في القادم، أشهراً بعد إنتاجه لأعمال "آسف .. لن أعتذر"، "غانية والساحرة" و«ثورة حب".