أقدم 19 محاربا على اختراق الممنوع في قلب مدينة مستغانم، الخميس، عبر عرض مسرحي موسوم ب"حنين" عبارة عن دراما اجتماعية مترعة بالجرأة والاستغراق والتجلي في الحنين والتطلع. وفي ثالث إنتاجات مسرح معسكر الجهوي هذا العام، قارب المخرج محمد فريمهدي، محذور العلاقات غير الشرعية، حيث عرّى عرض "حنين" مكنونات فتاة مكروبة برحيل والدها، ومأزومة بفضائح عائلة منحلة تعربد في قذارات ملهى ليلي. وبأسلوب اعتمد المفاجأة والصدمة، تكتشف "حنين" علاقة لاهبة بين أمها ورجل هرم، وعلى وقع معزوفات "أمين" وعفن عائلة "حنين"، تهرب الأخيرة إلى منزل أستاذها لتبحث عن استرجاع نفسها ولملمة ذاتها بعيداً عن العهر المتسربل عبثاً في نوتة الشرفاء. المثير للاهتمام، أنّ مسرحية "حنين" تحث على تفعيل نقاش راق بعيدا عن لعنة الطابوهات، وهو طرح قاده باقتدار السداسي: فؤاد بن دوبابة، نوارة براح، ناصر الدين جودي، دليلة نوار، فاطمة الزهراء مسعودي وآمال بن عمرة. وبمساعدة المخرج المساعد قادة شلبي والمستشار الفني إسماعيل سوفيط، جرى التأكيد على أنّ تيمة المسرحية بخطوطها المفتوحة وأقواسها المشرّعة، مدعاة للانبثاق والتفعيل، فليس هناك ممنوعات وكل شيء جائز بمنظور بيتر بروك، فعبر ضربة واحدة أو بانفجار واحد يمكن أن تتهدم الكثير من الصيغ البالية، مثلما تستطيع فيها أن تلتقي ماكنة للخياطة ومظلة المطر حول طاولة للنقاش وتتحاوران لكي تؤثرا في استجابات المتفرج لاستثارته على درب أكثر انفتاحاً، وأكثر يقظة وأكثر تحفزا لأنها تجعله أكثر قدرة على تحمل المسؤولية التي يشترك فيها الممثل والمشاهد لفكّ ألغام مسكوت عنها. ولكن هذه "اليقظة" المأمولة تبقى مقترنة بصرخة (استيقظوا) وكلمة (عيشوا)، طالما أنّ ما نحتاجه في الحقيقة، أكثر بكثير من ذلك ولكن ما هو على وجه التحديد؟ ولكي نقف على حقيقة الأشياء، لا بد من تكثيف البحث في منجز ركحي أثّثه موسيقياً عبد القادر صوفي، وكوريغرافياً عيسى شواط. وعُني سفيان بلقاسم وبن يحيى بن سعادة بالإضاءة والصوت، فيما نهض الثنائي قادة كروم وأحمد عز الدين بتسيير الخشبة، وسط مشاركة الريجيسور مختار بخدة ومحمد الأمين لكحل في المراقبة العامة. وفي أعقاب "آسف .. لن أعتذر"، "غانية والساحرة" و"ثورة حب"، يعد الأستاذ أحمد خوصة مدير مسرح معسكر الجهوي، بإنضاج المزيد قبيل أسابيع عن إعادة افتتاح المبنى العتيق لمسرح عاصمة الأمير … ومفاجآت دسمة على الطريق. ق. ث