البلاد - أمال ياحي - كذبت وزارة التجارة محتوى التعليمة التي أصدرها بداية الأسبوع الجاري مدير الصحة لولاية الجلفة بخصوص وجود مواد مسرطنة في المضافات الغذائية المستخدمة في إنتاج وتحويل الصناعة الغذائية، مؤكدة عدم وجود أي انعكاسات سلبية على صحة المواطن. وأشار امس عبد الرحمن بن هزيل المدير العام للرقابة وقمع الغش بوزارة التجارة في تصريح إعلامي إلى أن التعليمة المذكورة تضمنت معطيات مغلوطة الأمر الذي تسبب في حالة هلع عند المواطنين والتجار الذين سارعوا الى الاستفسار لدى السلطات المختصة، مشيرا إلى أن المراسلة التي أطلقتها مديرية الصحة بالجلفة بخصوص مواد مسرطنة غير صحيحة، فالعناصر المشار إليها في تلك المراسلة تخص نوعا من المضافات الغذائية وهي عبارة عن مواد تدرج في الإنتاج والتحويل. في هذا السياق أشار المتحدث إلى أن قائمة هذه المضافات الغذائية خاضعة لنص قانوني متمثل في المرسوم التنفيذي 12/2014 لسنة 2012 الذي يحدد شروط اإستعمالها، موضحا أن المضافات المشار إليها معتمدة دوليا ومذكورة في مدونة اللجنة الدولية للتغذية التي تعدها منظمة الصحة العالمية والتغذية، وهو ما يثبت المحتوى الخاطئ للتعليمة، وأن تلك المضافات ليست لها أي انعكاسات سلبية على صحة المستهلك. كما أن المنتوجات التي ذكرت لم تستورد بعد. من جهته تحفظ رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، على الوثيقة التي أصدرتها مصلحة الوقاية لمديرية الصحة والسكان لولاية الجلفة والتي تحذر من خطورة استيراد العديد من المواد الغذائية لاحتوائها على مسرطنات. وأكد زبدي في تصريح ل«البلاد" أن العديد من المواد التي ذكرت في الوثيقة هي مواد مسموح باستخدامها في إنتاج المواد الغذائية ولا تشكل خطرا على الصحة وحتى وإن صنعت في الجزائر. وتابع قائلا "نتعجب من إصدار وثيقة بمرجعية لطبيب تونسي دون تقديم توضيحات أكثر وهي وثيقة مشكوك فيها على اعتبار أن المواد المذكورة مسموح بها وتدخل في صناعة الكثير من المواد الغذائية الرائجة حاليا". وحسب المتحدث فإن مديرية الصحة لولاية الجلفة أساءت استخدام البيان والمعلومات الواردة فيه في ظل عدم إعطائها توضيحات أكثر "لو نأخذ بالمعطيات الواردة في الوثيقة بشكلها الحالي دون تمعن سنكون مجبرين على التخلص من نصف المنتجات المتواجدة في السوق الوطنية حاليا لكون المركبات الكيميائية المحذر منها تدخل في تصنيع الكثير من المنتجات". وحسب رئيس المنظمة فإن هذه التعليمة مجرد إشاعات الهدف منها ضرب الاقتصاد الوطني، وقال في هذا الشأن إن الصناعة الغذائية الجزائرية التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة تثير غيرة الدول المجاورة وإلا كيف تصدر مثل هذه التحذيرات من طبيب تونسي عن مواد لم تستورد أصلا. وعلق زبدي على التعليمة المذكورة الصادرة عن مصالح مديرية الصحة بولاية الجلفة بالتعدي الصارخ على صلاحيات قطاع آخر مثلما حدث مع وزارة التربية مؤخرا في قضية مسحوق العصير أميلا، وقال إن هذا التداخل في الصلاحيات والمهام بين القطاعات في مجال حساس مثل التغذية عادة ما يثير البلبلة والخوف في أوساط المستهلكين مما يدعو دوما إلى تحري في المعلومات. الجدير بالذكر أن مديرية الصحة والسكان لولاية الجلفة، أصدرت تحذيرا لمدراء المستشفيات من احتواء بعض المواد الغذائية على مواد مسرطنة. وتتمثل هذه المواد في عصير المنجوا ماز، عصير المنجوا دليتا، يحتويان على مادة F211، عصير منعش يحتوي على المادة E330، عصير فريشي مسحوق يحتوي على المادة E102، E171، عصير سوبر سكواتش، يحتوي على المادة E211، E330، شراب برتقال مركز SUN UP يحتوي على المادة E330 أمريكي الصنع، منتوج شيبس تحت اسم البطل يحتوب على المادة E223، بسكويت محشي كاستر كريم يحتوي على المادة E307، E339، E223، حليب سائل منوع لونا يحتوي على المادة