علمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة، أن ''دار الاختلاف'' تحضر لتنظيم يوم دراسي يتناول موضوع ''السياسة الثقافية في الجزائر''، وذلك بالشراكة مع ''مؤسسة المورد الثقافي'' العربية الشهيرة التي شرعت منذ فترة في فتح ورشات نقاش حول السياسة الثقافية في البلدان العربية. وضمن هذا الإطار. تجري ''الاختلاف'' مشاورات مع عدد من الفاعلين في الساحة الثقافية الجزائرية، حول الموضوع، وذلك تمهيدا لتنظيم يوم دراسي يضم خبراء ومتخصصين يتم فيه مناقشة السياسة الثقافية في الجزائر، مع التركيز على ملفات الكتاب والسينما والحفاظ على التراث الوطني، والتاريخ والإرث الحضاري، وغيرها من المجالات. وفي السياق ذاته، شرعت ''مؤسسة المورد الثقافي'' قبل فترة، في إنجاز أبحاث عن السياسات الثقافية في ثمانية دول عربية من بينها الجزائر، وذلك بالتعاون مع المؤسسة الثقافية الأوروبية والمجلس الثقافي البريطاني. وتهدف هذه المبادرة الإقليمية، وفق المعلومات التي تحصلت عليها ''البلاد''، إلى بناء قاعدة معرفية تدعم التخطيط والتعاون الثقافي في المنطقة العربية. وتتمثل الخطوة الأولى في إجراء مسح استكشافي للسياسات والتشريعات والممارسات التي توجه العمل الثقافي في ثماني دول عربية هي لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر والجزائر وتونس والمغرب. وقام بإجراء هذا المسح مجموعة من الباحثين العرب من البلدان الثمانية تم اختيارهم لخبرتهم في مجال العمل الثقافي ومعرفتهم بواقع العمل الثقافي في بلدانهم، ومن بينهم الباحثان الجزائريان عمر كساب ومخلوف بوكروح، وهما أعضاء في الجمعية العمومية والمجلس الفني ل''المورد الثقافي''. وجاء في البحث الذي أنجز عن السياسة الثقافية في الجزائر، أن التفاوت الجغرافي بشأن العرض الثقافي، يمثل المشكلة الأخرى التي واجهت السياسة الثقافية في الجزائر، فمنذ الاستقلال، تتجمع في الجزائر العاصمة وحدها الأغلبية الكبرى للأنشطة الثقافية، وذلك رغم الجهود التي بدأت منذ السبعينيات من القرن العشرين لجعل النشاط الثقافي غير مركزي. وأوضح البحث أن النشاط المسرحي كان رائدا ل''حركة اللا مركزية''، حيث بدأ عام ,1968 لكنه لم يكن ضمن إطار سياسة ثقافية وطنية، لأنه كان ثمرة صراع بين ''شخصيات ذات جماهيرية كبيرة'' تنتمي إلى الفن المسرحي في الجزائر، ويعيش بعضها من ذوي المكانة في الأقاليم. ومن ثم كانت هذه الشخصيات تريد بأي ثمن استقلال المسارح الإقليمية التي تديرها. من ناحية أخرى، يهدف عمل ''مؤسسة المورد الثقافي''، وهي مؤسسة غير حكومية، إلى تقدير القيمة المتجددة للتراث الثقافي العربي، في تنوعه، وإدراك أهمية ظهور إبداع عربي جديد، يحرر المخيلة، ويحفز على التقدم. كما تهدف، إلى دعم الإبداع الفني في العالم العربي، وتشجيع التبادل الثقافي داخل المنطقة العربية ومع بلدان العالم النامي.