هل تغيّرت جغرافيا المغرب العربي؟ يثير طلب دول مجلس التعاون الخليجي من المغرب الانضمام إلى عضوية هذا الكيان الخليجي الكثير من التساؤلات. هل تغيرت الجغرافيا لدى دول الخليج ورحل المغرب إلى المشرق؟ ولماذا يعمل قادة دول الخليج على خلق كيانات تزيد من تجزئة الصف العربي أكثر من العمل على وحدة الموقف في هذا الظرف الحساس؟ وماذا تعني الدعوة الخليجية التي تتجاوز الواقع الإقليمي في المنطقة وتدخل دول الخليج في مواجهة قضايا يفترض أن يعمل مجلس دول الخليج على حلها لا على تعقيدها؟ إن دعوة مجلس دول الخليج العربي الموجهة إلى المغرب الداعية إلى انضمامه، أمر يرسم خريطة سياسية جديدة في المنطقة العربية المنهكة بالخلافات والإنشقاقات. فهل يحاول المجلس ضم كل الأنظمة الملكية بما في ذلك الأردن في كيان واحد؟ إذا كان الأمر هكذا فإن القضية تصبح تتعلق بمجلس الدول الملكية .. لأن القفز على التاريخ والجغرافيا ومحاولة وأد مشروع المغرب العربي في المنطقة، على حساب خلق كيانات سياسية تحت غطاء كيان جغرافي عربي، هذا يبعث على الكثير من القلق، لأن منطقة المغرب العربي تعيش اليوم مرحلة جد حساسة.. في ليبيا حرب ستكون نتائجها في كل الحالات كارثية بعد الدمار والتدخل الأجنبي الذي مس البلد، وفي تونس لا يزال أمر الثورة لم يستقر. وفي الصحراء الغربية احتلال بكامل المواصفات من طرف المغرب، الذي يعني انضمامه لمجلس التعاون الخليجي المصادقة على اتفاقيات التعاون العسكري، وهذا سيزج بالخليج العربي في متاهات وصدامات مع دول المنطقة، ويزيد من انتكاسة الصف العربي.. ونقول هذا أيضا، ليس لأن المغرب سيصبح عضوا في دول مجلس التعاون الخليجي، بل لأن القضية برمتها تدعو للاستغراب إلى درجة أصبحت عبثا بالجغرافيا والتاريخ والسياسة..