نترقب 2 مليون و850 ألف سائح جزائري خلال هذا الموسم
كشف مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر، فؤاد الواد، أن موسم قدوم الجزائريينلتونس انطلق بشكل "جيد" حيث استقبل مؤخرا مطار المنستير الدولي طائرة قادمة من مطار الجزائر الدولي على متنها 125 سائحا، في انتظار 2 مليون و850 ألف سائح يرتقب أن يزوروا تونس خلال هذا الموسم. ونفى المتحدث في حوار مع "البلاد" أن تكون السلطات التونسية رفضت دخول أي جزائري بسبب اللحية أو النقاب أو أي شيء آخر، مؤكدا أن السائح الجزائري "صاحب أولوية مطلقة" ويحظى بمعاملة "مميزة" من طرف السلطات والمواطنين التونسيين.
حاوره: عبد الله نادور
روج مؤخرا أن تونس منعت دخول جزائريين ملتحين وجزائريات منقبات، هل هذا صحيح؟ الجزائريون سائح رقم واحد بالنسبة لتونس، حيث سجلنا في سنة 2018 أكثر من 2 مليون و700 ألف سائح جزائري دخل تونس، في حين سجلنا أكثر من 1 مليون 300 ألف سائح تونسي دخل الجزائر، ونرجو أن يأتي يوم تكون حدودنا مفتوحة أكثر ويتمكن الجميع من التنقل ببطاقة التعريف فقط. وبخصوص ما يروج فإن الذي حدث.. يوجد منشور صادر عن رئاسة الحكومة يتعلق بالمنقبات في الفضاءات التابعة للدولة وليس الفضاءات العمومية لتكشف عن هويتها. ولم يحدث أي شيء ولم يمنع أي جزائري من دخول تونس بسبب الحجاج أو اللحية. فالأمر ليس مرتبطا باللحية أو أي شيء آخر. بالنسبة إلينا فإن السائح الجزائري صاحب أولوية مطلقة، أطلب منه فقط التعامل مع وكالة أسفار جزائرية متحصلة على التراخيص. وهنا في حالة وجود أي إشكال يمكن تجاوزه ويمكن للسائح الحصول على حقوقه. هكذا يضمن حسن الاختيار وأحسن الأسعار.
هل بدأ الجزائريون يتوافدون على تونس؟ استقبلنا أول طائرة تونسية قادمة من مطار الجزائر إلى المنستير على متنها 125 سائحا، عبر رحلات غير منتظمة، والتي ستستمر إلى غاية 14 سبتمبر، حيث ستبرمج 12 رحلة وهذا لأول مرة. الجزائريون بالنسبة للمسؤولين التونسيين ليسوا سياحا، فرئيس الحكومة السنة الفارطة، وعلى الحدود بين البلدين أكد أنه تجاوز فكرة اعتبار الجزائري سائحا بل شقيقا.
الموسم الماضي اشتكى بعض السياح الجزائريين من بعض الممارسات في الفنادق، هل تم اتخاذ إجراءات لعدم تكرار ما حدث؟ السنة الماضية كان هناك مشكل في الحجز، ووقع مع سمسارة، وأدعو السائح من أي دولة كانت، أن يتحلى بشيء من الثقافة السياحية فيما يتعلق بالحجز مبكرا، لتفادي السماسرة وتسهيل اختيار النزل والأسعار التي تناسبه. المشاكل يمكن أن تحدث سواء في النزل أو مؤسسة سياسية، ولكن نحن موجودون عبر 19 مندوبية جهوية للسياحة ويمكن الاتصال بها وسنسعى لحل أي إشكال قد يحدث في عين المكان. وعليه لا يمكن أن نتراجع عن خدمة الجزائريين، ولا يمكن أن ننسى وقفتهم معنا سنة 2015. تونس مفتوحة أمام الجزائريين ونعطي امتيازات للسائح الجزائري. أنصح الجزائريين بالتخطيط مسبقا لتفادي الحجز في ذروة الموسم، خاصة في ظل عودة السياحة الكلاسيكية، فقد استقبلنا السنة الفارطة 8 ملايين و300 ألف سائح، ونرتقب هذه السنة استقبال 9 ملايين سائح. واستقبلنا خلال السداسي الأول من السنة الحالية 3 ملايين و773 ألف سائح من مختلف الجنسيات.
كم سائحا جزائريا تتوقعون هذا الموسم؟ نرتقب هذا الموسم أكثر من 2 مليون و850 ألف سائح، الرقم مهم، ولكن الأهم هو أن السائح الجزائري يجب أن يقضي عطلته وهو فرحان بإقامته داخل الفضاءات السياحية وخارجها، يجب علينا أن نعمل على المعابر الحدودية، وقد أنشأنا ديوانا للمعابر لتقليل الازدحام عبر المعابر ونحسن ظروف المعابر الحدودية، وتوفير تسهيلات مثل البنوك والبريد وحتى فضاءات استراحة للأطفال، خاصة أن 90 بالمائة من الجزائريين يمرون عبر البر و10 بالمائة عن طريق الجو، مع وجود 14 رحل جوية جزائرية و11 رحلة تونسية، و3 رحلات خطوط أخرى، وأحيطك علما بدخول طاسلي للطيران عبر رحلات غير منتظمة. كما ستنظم رحلات مباشرة غير منتظمة من الجزائر إلى جربة يوم 13 جويلية، ورحلة أخرى ولأول مرة يوم 16 جويلية بين وهران وجربة.
هل هناك امتيازات وتخفيضات في الأسعار بالنسبة للجزائريين؟ بالنسبة للسائح الجزائري بدأت الأمور تنتظم أكثر، بوجود وكالات أسفار جزائرية تتعاقد مع التونسيين وتضمن الأسعار والخدمات المناسبة. وليكن في علمك أن السنة الماضية أكثر شهر عرف قدوم الجزائريينلتونس هو شهر ديسمبر، حيث سجلنا أكثر 426 ألف جزائري. هذا يعني أن الجزائري أصبح يزور تونس على طول السنة. لدينا إستراتيجية لنحول الموسم السياحي إلى سنة سياحية من خلال تنويع المنتوج السياحي من سياحة الشواطئ التي تدوم شهرين إلى السياحة الصولجان "الغولف" التي تمتد بين أكتوبر وماي، حيث تحصي تونس 10 ملاعب. وأيضا سياحة المعالجة بمياه البحر التي تعرف صدى لدى العائلات، وتونس تحتل المرتبة الثانية بعد فرنسا عالميا في هذا المجال. وأيضا السياحة الثقافية. وتنويع الإقامات من النزل إلى السياحة الريفية. وتطوير دور الضيافة في المدن العريقة حيث يستضيف صاحب المنزل سياحا ويطور العلاقات الثنائية بين الوافدين والمقيم، غير أن أسعار هذا النوع تكون مرتفعة بالنسبة للسياحة التقليدية، وأيضا السياحة الصحراوية لأنها امتداد لموسم الاصطياف.
عرفت تونس مؤخرا أعمالا إرهابية، هل تؤثر هذه الأعمال على السياحة التونسية وتوافد السائح الجزائري خصوصا؟ بصفة عامة لا يوجد إلغاء للحجوزات أو سائح أوقف عطلته وعاد قبل نهايتها، الحمد لله لا يوجد أي تأثير على ما حدث. ونؤكد أن جميع المناطق السياحية مؤمنة، وهناك إستراتيجية بين الجزائروتونس لمقاومة الإرهاب في المنطقة، ناهيك عن وجود لجان بين الديوان التونسي للسياحة وولاة الولاياتالتونسيين، ومسؤولو المناطق الأمنية يشتغلون على منظومة التأمين الذاتي لأي فندق، الذي يجب أن تكون موفرة على مختلف الأجهزة، بالإضافة إلى التأمين العام والمنظومة الأمنية بأحسن أمور، يضاف إليها تأمين المواطنين الذي يؤمنون بلدانهم.
في نظركم هل سيؤثر الحراك الشعبي على أعداد الجزائريين التي ستزور تونس هذا الموسم؟ لا أعتقد ذلك، إلى حدود ستة أشهر الأولى من السنة الحالية شهدنا قدوم أكثر من 1 مليون 45 ألف سائح جزائري، ارتفاع بنسبته 15.6 بالمائة مقارنة بسنة 2018، هناك توافد عادي مستمر ولا يوجد أي تأثير. هذا وننتظر أن يتأكد الأمر بعد الأسبوع الثاني من شهر جويلية الحالي. ولحد الساعة خلال هذا الشهر لم يحدث أي تأثير.
التونسيون أيضا مهتمون بزيارة الجزائر، كم عدد السياح الذين زاروا الجزائر وما هي أنواع سياحتهم؟ الرقم الذي نملكه وهو من السلطات الجزائرية بالنسبة للسنة الماضية أحصت 1 مليون و300 ألف سائح تونسي دخل الجزائر، هناك العديد منهم دخل إلى ولاية سطيف وبالتحديد إلى مدينة العلمة، للتجارة أو ما يسمى بسياحة التسوق، وهو نوع مهم من أنواع السياحة تهتم به كبريات الدول، وهي تشمل السياحة التقليدية حيث تنتعش الفنادق والمطاعم ووسائل النقل، بالإضافة للمتاجر والمساحات التسوقية الكبرى، ما يعني أن السائح يترك أموالا أكثر في هذا البلد. لا تنسى أن تركيا حاليا تعرف تطورا كبيرا في السياحة التسوقية. وفيه أعداد معتبرة تزور كلا من العاصمة، جيجل، قسنظينة ووهران والعديد من المدن الجزائرية الأخرى. وعلى الجزائر الاجتهاد في التعريف أكثر بالمنتوج الجزائري لدى السائح التونسي.
في مجال التعاون في السياحة، هل توجد نية فعلية بين البلدين لترقية السياحة في الجزائر كالاستثمار ونقل تجربة تونس إلى الجزائر؟ خلال زيارة وزير السياحة السنة الفارطة كان هناك إمضاء اتفاقية وتمديدها بين وزارة السياحة للبلدين، والتي شملت العديد من النقاط من تكوين وإنشاء مسالك سياحية جديدة في الولايات الحدودية. ونحن نطمح، ولم لا، إلى التسويق للبلدين مع بعضهما للوجهات السياحية البعيدة مثل الصين خاصة في ظل وجود خط جوي مباشر بين بكينوالجزائر، ولم لا نقوم بالتعريف عند هذه البلدان بالمنتوج السياسي للجزائر وتونس معا. أتمنى تجسيد ميدانا هذه الاتفاقيات. ويمكننا ذلك ولماذا لا يكون هناك فضاء مشترك في المعارض الدولية والقيام بفيلم إشهاري مشترك بين البلدين، والترويج للوجهات السياحية للبلدين. وبخصوص التعاون في التكوين، أنا شخصيا استفدت من التكوين في الجزائر، مسار التكوين من الدرجة الأولى كان في تونس والدرجة الثانية كان هنا بالجزائر وبالتحديد في فندق الأوراسي وحصلت على شهادة من هناك. وليكن في علمك أنه كل عام هناك 6 جزائريين يذهبون للتكوين في تونس. وأنا شخصيا أعرف العديد من الطلبة يذهبون للتكوين والتربص في تونس وفي فترة الذروة وهو ما يمنحهم فعالية حقيقية للتعرف على الميدان عن قرب. في ظل الأعداد الكبيرة للسياح المتوافدين على تونس خلال موسم الاصطياف أو على مدار السنة كاملة. نتمنى أن نضع اليد في اليد لأن مصيرنا واحد ونعمل لصالح الشعبين التونسيوالجزائري والأجيال القادمة، لنضع أمامها قاعدة للتعاون فيما بينها في مختلف المجالات ونستغل ذلك أحسن لما فيه خير البلدين.