البلاد - آمال ياحي - شدد وزير الصحة، محمد ميراوي، على ضرورة مراجعة النمط الغذائي للمواطن، ملاحظا أن القمح اللين هو الأكثر استهلاكا في الجزائر باعتباره المصدر الأساسي لمادة الخبز، محذرا من الإفراط في استهلاك الخبز بالنظر إلى تداعياته السلبية على صحة الفرد. وأكد الوزير خلال تنصيب اللجنة الوزارية المتعددة القطاعات المكلفة بإطلاق الحملة الوطنية التحسيسية لمكافحة ظاهرة تبذير الخبز نهاية الأسبوع الفارط في قصر المعارض بالعاصمة، أن الدراسات العلمية أثبتت أن القمح اللين المستعمل في إنتاج الخبز الأبيض ينتج جزيئات تحفز سلوك الإدمان وتنعش الشهية بشكل قوي ما يؤدي لاحقا للإصابة بأمراض مزمنة عديدة أبرزها السمنة والسكري والضغط الشراييني. وجاءت هذه التصريحات من ممثل الحكومة كاعتراف بضرورة الموافقة على مطلب كل من اتحادية الخبازين ومنظمة حماية المستهلك اللتين دعتا منذ فترة بالتخلي عن الخبز المصنوع بالفارينة البيضاء بعدما أثبتت الدراسات أنها "مسرطنة". وقال ميراوي في هذا الشأن إن هذا النوع من الخبز يفتقد القيمة الغذائية حيث نجده خاليا من البروتينات، والدسم والكربوهيدرات المعقدة، كما أنه يفتقد الفيتامينات أثناء الطهي، داعيا إلى التحول إلى استهلاك "الرغيف الصحي الكامل". وتعتبر الأرقام المتعلقة بتبذير مادة الخبز التي أعلنت عنها الحكومة الأسبوع الماضي "صادمة" حيث تصل إجمالا إلى 340 مليون دولار سنويا، فالاستهلاك اليومي للخبز على المستوى الوطني يصل إلى 50 مليون خبزة يوميا منها 10 ملايين خبزة تبذر يوميا وتصل إلى 13 مليون خبزة خلال شهر رمضان. وحسب تقارير وزارة التجارة فإن كميات القمح اللين المستعملة في إنتاج الخبز المبذر يصل إلى مليون طن سنويا في حين يصل دعم الدولة لهذه المادة ذات الاستهلاك الواسع والمفرط الى 15.5 مليار دينار جزائري (120 مليون دولار)، علما أن الجزائر تستورد أكثر من 7 ملايين طن من القمح اللين سنويا بقيمه 1.6 مليار دولار، بالمقابل تنتج أقل من 10 بالمائة من احتياجاتها من هذا الصنف من الحبوب، 60 بالمائة منه يوجه للمخابز كمادة مدعمة من طرف الدولة. الجدير بالذكر أن اللجنة الوزارية متعددة القطاعات المستحدثة مؤخرا المكلفة بإطلاق حملة وطنية تحسيسية لمحاربة ظاهرة تبذير هذه المادة الحيوية كانت من ضمن التعليمات التي وجهها الوزير الأول نور الدين بدوي خلال الاجتماع الوزاري المشترك الذي عقد في 4 نوفمبر الجاري خصص لدراسة برنامج تطوير شعبة الحبوب لاسيما في الجنوب والهضاب العليا.