عجز ب 70 ألف ممرض.. والمنشآت الصحية الجديدة لن تتمكن من فتح أبوابها للمرضى البلاد - آمال ياحي - أعلنت النقابة الوطنية لشبه الطبيين عن قرار العودة إلى الاحتجاجات مباشرة بعد انقضاء موعد الانتخابات الرئاسية، للمطالبة بتسوية المطالب العالقة وتفعيل نظام "أل أم دي" الذي لا يزال غير مطبق لأسباب مجهولة. وصعدت النقابة على لسان أمينها العام غاشي لوناس لهجتها حيال التأخر المسجل في تطبيق ما تضمنته محاضر الاتفاق الموقعة بين الطرفين في عهد الوزير السابق بخصوص المسار المهني ومراجعة الأجور والنظام التعويضي، حيث أوضح المتحدث في تصريح ل " البلاد" أن التقاعس في تلبية المطالب لا علاقة له بغياب الإمكانيات المالية وإنما المشكل متمركز حول "ذهنية" مسؤولي الوزارة التي تعرقل معالجة ملف شبه الطبيين. وأحسن مثال على صحة هذا الاعتقاد يضيف المصدر التأخر غير المبرر في التطبيق الفعلي لنظام "ال.أم.دي" الذي أفرجت عنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ سنوات لفائدة مستخدمي سلك شبه الطبي في إطار تحسين مستوى التكوين ومطابقته مع المقاييس الدولية، مضيفا أن قرار مديرية التكوين بوزارة الصحة بمعالجة ملف الاستفادة من نظام "ال.أم.دي" الاستجابة للمطالب العالقة لا يزال "غامضا"، مؤكدا أنه "بات من الضروري فتح حوار جاد وفعلي معهم للإنتهاء من هذا الملف نهائيا". في سياق متصل، انتقد غاشي "التماطل" في مراجعة محتوى القانون الأساسي لأنه يحمل الكثير من النقائص التي تمثل أكبر عائق بالنسبة لعمال شبه الطبي، داعيا إلى فتح مدارس جديدة لتكوين منتسبي هذا السلك لأن العجز المسجل حاليا يقدر بحوالي 70 ألف ممرض يتوجب توظيفهم في غضون السنوات القليلة القادمة تزامنا مع جاهزية الهياكل الصحية الجاري تشييدها في مختلف مناطق الوطن "وإلا فلن تستطيع الأخيرة فتح أبوابها للمرضى" وايضا من اجل تخفيف الضغط عن العاملين في قطاع الصحة العمومية والذين لا يتجاوز عددهم ال60 الف. فيما يقتضي التكفل بالمرضى في مختلف المصالح الاستشفائية الحالية ضعف هذا العدد. وعاد غاشي إلى قرار وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الصادر، نهاية الاسبوع الماضي، والقاضي بإلغاء كشف نقاط البكالوريا المتضمنة ملاحظة "راسب" من ملف مسابقة شبه الطبي والخاصة بمساعد جراح أسنان وعون رعاية أطفال للصحة عمومية، واصفا هذا الاجراء ب "اللاحدث"، مبرزا أهمية التركيز على تكوين الممرضين وبأعداد كبيرة وليس مساعدي التمريض، كونهم غير مؤهلين للعمل في الانعاش والاستعجالات وقاعات العمليات وفي العلاج المكثف. علاوة على هذا، دعا غاشي، وزارة الصحة، إلى منع الحاصلين على معدلات عالية في شهادات البكالويا، أي من 14 على 20 فما فوق بالتسجيل في مدارس شبه الطبي لأن هذا الأمر سيحرم أصحاب المعدلات الأقل من هذا المجموع من الحصول على أي فرصة للتكوين كممرضين. وتابع القول من باب أولى أن يوجه أي طالب متحصل على معدل كبير في البكالوريا إلى تخصص الطب أو مجال آخر يناسب قدراته عوض "مزاحمة" الممرضين في هذا التخصص لمجرد أن فترة التكوين قصيرة مقارنة بمدة التكوين في الطب.