كان الأسبوع الماضي مزدهرًا بالنسبة للأسواق المالية العالمية، حيث اندفعت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت إلى مستويات قياسية في نهاية تعاملات الأسبوع، قفز مؤشر S &P 500 عاليًا ليسجل مستوى قياسي جديد لسابع يوم على التوالي كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك عند مستويات جديدة، تعاذ المكاسب الواسعة لأسواق الأسهم الأمريكية إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية المشجعة وتفاؤل المستثمرين المتزايد بشأن صفقات التجارة الدولية. وبنهاية هذا العام، من المتوقع أن يحقق مؤشر داو جونز مكاسب بنحو 21.98% ومؤشر S &P 500 بأكثر من 27% ومؤشر ناسداك بنسبة 34.51%. ما هي دوافع السوق الرئيسية؟ 1 .التفاؤل التجاري عقب صفقة المرحلة الأولى سطعت معنويات المستثمرين في الآفاق عندما كشفت الولاياتالمتحدةوالصين النقاب عن توصلهم إلى الصفقة التجارية للمرحلة الأولى على نحو مفاجئ يوم 13 ديسمبر، حيث أعلنت واشنطن عن الغاء التعريفات الجمركية المفروضة على السلع الصينية التي كان من المفترض تنفيذها في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، في مقابل أن الصين ستزيد من حجم المشتريات الزراعية والخدمات الأمريكية. قال الرئيس "دونالد ترامب" يوم الجمعه الماضية إنه أجرى حديثًا جيدًا جدًا مع الزعيم الصيني "شي جين بينغ" وأنه يتم الترتيب للتوقيع الرسمي على الاتفاق التجاري الجزئي بين الولاياتالمتحدةوالصين، ومع ذلك أشارت وكالة أنباء الصين أن الرئيس الصيني قلق بشأن التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للصين وأشار إلى "الكلمات والأفعال السلبية" للولايات المتحدة بشأن القضايا المتعلقة بتايوان وهونج كونج وشينجيانغ. لكن البعض في وول ستريت يشعرون بالقلق من أن التفاؤل التجاري قد يتضاءل، خاصةوأن الصفقة تفتقد تفاصيل لم يتم الاعلان عنها حتي الآن مثل حجم المشتريات الزراعية والعجز التجاري الأمريكي والموعد الرسمي لتوقيع الاتفاق. لقد أصبح عامل تقلب الحرب التجارية من العوامل المهيمنة على الأسواق على مدار العام ونصف العام الماضي، ويعتقد بعض المحللين أنه لو لم تكتمل الصفقة التجارية فإن الفاصل القصير من الهدوء الحالي للعلاقة بين الصينوالولاياتالمتحدة بعد التوترات المتصاعدة سيقدم الكثير من الفرص الاستثمارية. 2 .البيانات الاقتصادية التشجيعية تساعد أيضًا مجموعة من البيانات الاقتصادية الحديثة على دعم ثقة المتداولين في صحة الاقتصاد الأمريكي، مما زاد من الزخم التصاعدي للسوق، على عكس شهر آب/ أغسطس كانت بياناته ضعيفة مما زاد المخاوف من توجه اقتصاد الولاياتالمتحدة نحو الركود. قال البنك الاحتياطي الفيدرالي أن معدل الانتاج الصناعي والتصنيع كانا أقوى في الشهر الماضي مما توقع الاقتصاديون، على الرغم من أنها أضعف من العام الماضي، انتعش الانتاج الصناعي في تشرين الثني/ نوفمبر ليحقق نموًا بنسبة 1.1% بأفضل من التوقعات التي أشارت إلى نمو بنسبة 0.8%، كما أظهرت بيانات قطاع الإسكان قوة أعلى من المتوقع خلال نفس الشهر. كما تم رفع المعنويات بسبب البيانات الاقتصادية القوية من الصين، حيث ارتفع معدل الانتاج بنسبة 6.2% في تشرين الثاني/ نوفمبر على أساس سنوي متجاوزًا التوقعات، كما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 8% لنفس الشهر. 3 .فوز بوريس جونسون في الانتخابات التشريعية تم ربط بعض الدعم الأساسي للأسهم بانتخابات المملكة المتحدة التي أجُريت يوم الخميس 12 ديسمبر، والتي شهدت فوز حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء "بوريس جونسون" بانتصار حاسم، مما أدى إلى تهدئة المخاوف من أن البلاد قد تترك الاتحاد الأوروبي دون اتفاق تجاري قائم، ولكن تم تجديد المخاوف يوم الثلاثاء الماضي بعد أن أشار جونسون إلى استبعاد أي تمديد للمرحلة الانتقالية التي ستنتهي في 31 ديسمبر 2020، ومن المفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي في تلك الفترة. وعلى إثر نتائج الانتخابات البرلمانية ارتفعت الأسهم الأوروبية وبالأخص مؤشر فوتسي100 في لندن بنحو 1%، التي لاقت أيضًا دعم من مثيلاتها الأمريكية.