حملت كلمة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء 28 جانفي، خلال زيارته مقر وزارة الدفاع الوطني، ورقة طريق حقيقة، من أجل الدفاع عن الوطن من أي تهديد أجنبي، كما حمل رسائل تهدف إلى حل بعض القضايا الهامة على غرار قضية متقاعدي الجيش والصناعات العسكرية، كما أثنى على الجيش الوطني الشعبي. وفي مجال ضمان جاهزية الجيش للدفاع عن أي مخاطر تهدد الجزائر، شدد تبون على "ضرورة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، بالنظر لشساعة بلادنا في ظل التحديات الأمنية المستجدة بدول الجوار، والتي تستدعي تعزيز القدرات الدفاعية كلما زاد تدفق السلاح في مناطق التوتر المحيطة بحدودنا". وقال رئيس الجمهورية "سنواصل تنفيذ برامج تطوير القوات، بما تتطلبه من رفع في مستوى القدرات القتالية بشتى أنواعها المسلحة مع مختلف الشركاء، علاوة على مواصلة جهود الحفاظ على جاهزية العتاد العسكري وتجديده وتحديثه وعصرنته"، مؤكدا على أن تطوير قدرات الجيش "يضمن من جانب آخر، تأمين مناطق لمنشآت الصناعية والاقتصادية والطاقوية الحيوية، لا سيما في الجنوب الكبير". وأضاف الرئيس تبون أنه سيعمل على "تعزيز تشكيلات الحماية وتأمين كافة الحدود الوطنية مع الدول السبعة المجاورة، بعتاد وتجهيزات متطورة، خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية بما يضمن الكشف المبكر عن أي تهديد مهما كان نوعه ومصدره". الصناعات العسكرية تبون أكد عزمه على ضرورة إيلاء "أهمية بالغة" لترقية الصناعات العسكرية "بما يزيد من كثافة النسيج الصناعي الوطني وتلبية احتياجات مختلف مكونات القوات المسلحة واحتياجات السوق الوطنية والمساهمة في تطوير الاقتصاد وتوفير مناصب الشغل"، وذلك من خلال "عقود شراكة صناعية جادة، بين القطاعين المدني والعسكري، بإشراك الجامعات ومراكز البحث والتطوير". متقاعدو الجيش كما اعتبر أنه "من الأهمية القصوى مواصلة التحسيس والتكوين المعنوي الموجه للأفراد، من أجل تقوية الروح الوطنية فيهم والاعتزاز بقيم ومبادئ نوفمبر والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، وصون وديعتهم المتمثلة في الاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وحمايتهم من مختلف الآفات وتأثيراتها السلبية". من جهة أخرى، التزم رئيس الجمهورية ب "التكفل بمطالب فئة متقاعدي الجيش الوطني الشعبي وجرحى ومعطوبي المأساة الوطنية لطي هذا الملف نهائيا". تبون يثني على الجيش ويبارك الحراك وفي معرض حديثه، توجه القائد الأعلى للقوات المسلحة بتحية خالصة إلى قيادة وأفراد الجيش الوطني الشعبي "الباسل، سليل جيش التحرير الوطني، من جنود وصف ضباط وضباط"، مخاطبا إياهم بالقول "لقد أنقذتم الوطن من ويلات سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشر والدمار"، وتابع "لقد حميتم الشعب الجزائري في مسيراته الحضارية، الحضارية الباهرة، في حراك مبارك، أسقط العصابة التي أوصلت البلاد إلى الرذالة والرداءة، و سلب إرادة الشعب وخيراته التي أنعم الله عليه بها". ونوه السيد تبون ب"التلاحم والتناغم التامين مع الشعب"، وهو الأمر الذي -كما قال- "أوصل الوطن المفدى إلى بر الأمان، بانتخابات حرة ونزيهة تحت الشعار الشعبي +جيش، شعب..خاوة، خاوة". وتوجه الرئيس تبون بالشكر لأفراد الجيش الوطني الشعبي على هذا "الإنجاز الوطني الدستوري الديمقراطي النوفمبري"، مؤكدا أنهم "حماة الحمى".