توقع بلوغ الذروة في انتشار الوباء خلال الأسابيع القليلة القادمة البلاد - آمال ياحي - قررت وزارة الصحة وضع دواء الكلوروكين تحت تصرف أصحاب الأمراض المزمنة والسماح باقتنائه من الصيدليات وفق شروط محددة لتفادي نفاد المخزون الحالي وذلك في إطار الاستعداد على نحو أفضل لمرحلة الذروة في الوباء التي يتوقع الخبراء الوصول اليها خلال الاسابيع القليلة القادمة بينما لم تفصل الوزارة لحد الساعة في خيار العلاج ب«بلازما" الدم بسبب نقص المتبرعين. أكد عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة انتشار كورونا في الجزائر الدكتور بقاط بركاني أن استعمال بلازما الدم لمعالجة المصابين بالفيروس خيار جد مطروح خاصة بالنسبة للمصابين المتواجدين في حالات حرجة على مستوى قاعات الإنعاش.وأشار المتحدث في تصريح إعلامي امس إلى أن المشكل يمكن في نقص المتبرعين بالدم للفصل بين الهيموغلوبين وبلازما الدم، فضلا عن اختلاف فصائل الدم، ولهذه الأساب فضلت الوزارة استعمال الأدوية مباشرة سواء بالتأكيد البيولوجي أو الراديولوجي. وفي سياق متصل قال الدكتور بقاط إن الجزائر لم تصل بعد الى ذروة انتشار فيروس كورونا واستطرد يقول "لحد الآن لم نصل إليها بعد، وأتوقع بلوغها خلال أسابيع، وذلك مرهون بالتزام الجزائريين بالحجر الصحي"، موضحا أن للأخير أهمية كبيرة جدا في حصر الفيروس ومنعه من الانتقال إلى الآخرين، معربا عن أمله في التزام الجزائريين بذلك خصوصا مع دخول شهر رمضان. في المقابل عبر عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة انتشار كورونا في الجزائر عن أمله في القضاء على الفيروس، بالقول "هناك أمل في ظل تراجع عدد الإصابات والوفيات وكذا عدد المصابين المتواجدين في أقسام الإنعاش". التزام البيت يبقى أفضل حل لمواجهة هذه المرحلة الصعبة من جهته أكد الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، لطفي بن باحمد أنه تم اتخاذ إجراءات جديدة لتزويد المصابين ببعض الأمراض المناعية بدواء كلوروكين. وأوضح الوزير أن هذه الإجراءات الجديدة تتمثل في تقديم المريض إلى الصيدلي ملفا طبيا يتكون من وصفة وشهادة طبية الى جانب نسخة من بطاقة الشفاء ليقدمها الصيدلي بدوره الى الصيدلية المركزية للمستشفيات حتى يتمكن المريض من الاستفادة من علاجه المعتاد. وأضاف أنه "لا يمكن وضع كلوروكين في متناول ال 11 ألف صيدلية المتواجدة عبر القطر حتى يستفيد المصابون ببعض الأمراض المناعية الذين كانوا يخضعون للعلاج بهذا الدواء خوفا من نفاد المنتوج وحرمان المصابين بفيروس كورونا الذين يتزايد عددهم من يوم لآخر خاصة والجزائر تعيش وضعية صحية صعبة على غرار بقية دول العالم. ولفت إلى أنه يمكن لأطباء الأمراض الجلدية والمفاصل المعتادين على وصف "الكلوروكين" أن يصفوا أدوية "بديلة" متواجدة بالسوق الوطنية والاعتماد على كلوروكين إلا في بعض الحالات التي تستدعي ذلك فقط حفاظا على هذا الدواء الموجه لعلاج الإصابة بفيروس كورونا، داعيا الجميع الى ضرورة تفهم "الوضع" إلى غاية انتهاء هذه الأزمة. وبدوره أكد رئيس مجلس أخلاقيات الصيدلة، عبد الكريم طواهرية أن إجراءات جديدة تم اتخاذها لضمان تزويد المصابين بالأمراض المزمنة الذين يخضعون للعلاج بكلوروكين. وأوضح المسؤول ذاته أنه "لن يحرم المصابين بالأمراض المناعية الذين يخضعون للعلاج بكلوروكين من هذا الحق ما دامت الوزارة الوصية قد اتخذت هذا الإجراء وذلك تفاديا لتحويل هذه المادة الى جهات أخرى خارج مستحقيها". وأبرز في هذا الشأن حرص السلطات العمومية على ضمان حصول المرضى على كمية العلاج لمدة 3 أشهر المعتادة يتم تجديدها بعد نفاد العلاج مع ضمان "رقابة شديدة" على تسيير دواء كلوروكين الذي كثر عليها الطلب خلال أزمة كورونا. وصف العلاج "مبكرا" لإنقاذ حياة المصابين موازاة مع هذا أكد خبراء في الأوبئة أن العلاج بالكلوروكين ينطلق بصفة مبكرة، فيما أن فرص نجاة المتواجدين بالإنعاش قليلة. وأوضح عضو لجنة رصد وتفشي فيروس كورونا، البروفسور رضا ميهياوي، أن استعمال بروتوكول الكلوروكين، يتم بدقة وحذر، وأن عدد الأشخاص المتواجدين في غرف الإنعاش وتحت التنفس الاصطناعي قليل، إذ يمثلون 3.5 بالمئة من عدد المصابين. وأشار مهياوي الى أن ضغطا كبيرا مسجلا على مستوى المصالح الطبية التي تستقبل يوميا حالات إصابة مبكرة بكورونا، وأكد أن وزارة الصحة قامت بتوسيع استخدام الكلوروكين، حيث يتم وصفه للمرضى المصابين بكورونا قبل ظهور الاعراض لكنه يتم استخدامه بحذر كبير، بعد فحص طبي دقيق وتحاليل، قبل الانطلاق في استخدام الدواء. من جانبه، أفاد طبيب الأمراض الصدرية والتنفسية، عمر شباطي، أن استخدام الكلوروكين صعب على حالات الإنعاش، موضحا أنه لما يصل الانسان للنقص الحاد في التنفس، يتم ادخاله الى الإنعاش وإخضاعه للتنفس الصناعي، إلا أن فرص شفائه قليلة، لأن العلاج بالكلوروكين ينطلق بصفة مبكرة. صيدال تتفاوض على اقتناء المادة الأولية لمواجهة "كورونا" يجري مجمع صيدال حاليا، مفاوضات مع عديد الممونين، من أجل اقتناء المادة الأولية التي تدخل في صناعة الكلوروكين، الدواء الذي أثبت فعاليته ضد فيروس كورونا. وأوضحت الرئيسة المديرة العامة لصيدال، السيدة فطومة أقاسم، أن "صيدال بصدد التفاوض حاليا مع عديد الممونين من بلدان شتى، من بينها الهند بهدف اقتناء المادة الأولية من اجل صناعة الهيدروكسيكلوروكين"، مؤكدة أن "صيدال تتوفر على التجهيزات الضرورية والكفاءات العالية لصناعة 1 مليون وحدة من هذا العلاج في المرحلة الأولى"، كما أشارت المسؤولة في السياق ذاته، إلى أن الطاقة الإنتاجية لصيدال يمكن أن تبلغ 5 ملايين وحدة من هذا الدواء، في أقرب الآجال شريطة توفر المادة الأولية. وأضافت أقاسم، أن هذه المادة قد أثبتت نجاعتها في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، وأن صيدال قد شرعت لأول مرة على مستوى وحدتها بقسنطينة في إنتاج المحلول المائي الكحولي الذي يكثر الطلب عليه في السوق لاسيما في هذا الظرف المتميز بتفشي وباء كورونا. وأضافت "إن كمية أولى من 20000 قارورة من سعة واحد لتر قد تم إنتاجها وتوزيعها مجانا على الصيدلية المركزية والمستشفيات والهيئات العمومية، مضيفة أن المجمع سيصنع في المرحلة الثانية أحجاما أخرى من 100 مل و200 مل.