رأى البروفيسور صالح للو رئيس مصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران، أن الحجز المنزلي، الذي فرضته السلطات الصحية في البلاد، أعطى مفعوله في الفترة الأخيرة ضمن التدابير الاحترازية التي أقرتها الحكومة لمنع تفشي فيروس كورونا في ربوع الوطن. وقال البروفيسور، إن الحجز المنزلي يعد ضرورة حتمية لمن ثبتت إصابته بوباء الفيروس التاجي، لأنه الحل الوحيد الذي يحد من انتشار المرض ويقلل من الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن هذا الوباء، مضيفا أن الحجز المنزلي والبقاء في البيت، صار سؤالا مهما في الوضع الوبائي الحالي السائد في العالم، لما له دور في التصدي للجائحة الوبائية، قائلا بالحرف الواحد، إن تأثيرات الحجز المنزلي في الجزائر، تجلت في انخفاض عدد الإصابات والوفيات بالفيروس القاتل، من خلال تراجع معدلات الإصابات من 150 إلى 70 حالة يوميا في وهران على سبيل المثال التي عاشت ظروفا حرجة بسبب ارتفاع عدد الإصابات إلى 150 أو 163 إصابة في بعض الفترات. وذكر البروفيسور، أن منظمة الصحة العالمية أوصت باحترام فترة الحجر الصحي للمصابين أو المشتبه بإصابتهم لمدة أربعة عشر (14) يوما، مبرزا أن الجزائر تعد نموذجا حيا في التقيد بهذا البروتوكول الصحي الناجح. في سياق ذي صلة، أكد الدكتور عبد الحميد بن نقعوش، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا في باتنة ضمن حديث ل "البلاد"، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح للعامل أو الموظف المصاب بفيروس كورونا قضاء فترة الحجر الصحي في مكان العمل يشتغل بصفة اعتيادية، مهما التزم بجد وحذر بالتدابير الوقائية اللازمة (ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وعدم المصافحة...)، خصوصا المشتبه بإصابتهم بالجائحة، مشددا على دخول هؤلاء الأشخاص في فترة حجر منزلي إجباري من قبل السلطات المسؤولة، للحيلولة دون نقل العدوى لزملائه، داعيا إياهم قضاء فترة الحجر الصحي المحددة ب 14 يوما في المنزل ويمكن خفضها في أحسن الأحوال إلى 7 أيام بعد ترخيص من الطبيب ويضيف في هذا الصدد، وهو متواجد في المنزل يتعين عليه الامتناع عن استقبال الزوار ومصافحتهم ومعانقتهم لتفادي انتشار الفيروس. وثمن الدكتور بالإجراءات الصارمة التي فرضتها الدولة في المدة الأخيرة، تركتها محط إشادة منظمة الصحة العالمية، إذ ساهم الحجز المنزلي الإجباري حسبه وتطبيق سياسات التباعد الاجتماعي والجسدي ما بين الأفراد والاعتياد عليها، بالنصيب الأوفر في انخفاض "كورونا"، كما قلل حدة الاختلاط مع الآخرين مع عودة العمل بفرض تطبيق قرار إلزامية ارتداء القناع الواقي، وتحرير غرامات ب10 آلاف سنتيم، جعل أصحاب الحافلات والركاب يلتزمون بالأمر، خاصة أن هذا المبلغ الذي حرر لعدة مواطنين "معتبر" بالنسبة لهم. على هذا النحو، يرى المختص في الطب الوقائي بمستشفى شيغفارا بمستغانم، الدكتور أيمن بو عبد الله، أن ظاهرة تقيد الناس في الشوارع والمتاجر والأسواق بقواعد الوقاية تحسنت مقارنة بالأسابيع الماضية، مشددا على مواصلة الخطاب التوعوي من الحكومة والفعاليات الصحية، مع التطبيق الصارم للقانون إلى حد الردع لدفع الجميع على احترام الاحتراز الوقائية في انتظار اقتناء اللقاح الذي سيرفع الطوارئ الصحية ويعيد دب الحياة من جديد. ولنجاح الحجر الصحي، أوصى محدثنا، أن يتعامل الشخص مع نفسه ومن حوله كأنه مصاب، وذلك لوجود فرصة لا بأس بها بحضانته للفيروس. ويبدي عديد المختصين في الفيروسات في الجزائر، تفاؤلهم الكبير، بانخفاض معدل الإصابات بالوباء، وذلك بعد بلوغه الذروة، مما دفع بالمشرفين على هذه المصالح، إلى الإعلان عن حالة الطوارئ ودق ناقوس الخطر، وتحذير المواطنين ودعوتهم للالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء. وبحسب الإحصائيات المقدمة من قبل مصالح علاج "كورونا" بمختلف المؤسسات الاستشفائية في الوطن، فقد تم تسجيل 60 إلى 70 حالة يوميا، بعدما عرفت ارتفاعا كبيرا وصلت ما بين 120 إلى 150 حالة مؤكدة، وتوقع أساتذة الطب الوقائي، أن تشهد عدد الإصابات بفيروس "كورونا" مع نهاية شهر ديسمبر الجاري، انخفاضا كبيرا، بحسب المنحنى الخاص بالخارطة الوبائية للفيروس.