البلاد.نت/رياض.خ- أكد عبد العالي بداني، البروفيسور المختص في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران، أن ثمة دلائل قوية تدعم انحسار فيروس كورونا في الجزائر، أمام ارتفاع مؤشر المتعافين في الأيام الأخيرة، بعدما حصدت الجائحة لحد الساعة 2831 وفاة و أكثر من 103611 إصابة مؤكدة وما يفوق 70 ألف حالة تماثلت للشفاء بالفيروس، لافتا في حديث ل"البلاد نت"، إلى أن كورونا صارت أقل قوة بكثير في البلاد ، بدليل أن سرعة انتشار المعدل الفيروسي R0 بات يساوي 0.5 وهو ما يعني انخفاضا كبيرا، وهو ما تسعى إليه جميع الدول متمثلة في مؤسساتها الصحية بأن تصل إلى هذا الحال، مضيفا أن هذا المؤشر يمنح للدولة معيار السيطرة على الجائحة والتحكم فيها. وبلغة الأرقام، أشار البروفيسور بداني، إلى أنه خلال 24 ساعة الأخيرة، تماثل للشفاء أكثر من 70 شخصا كانوا يتلقون العلاج من الإصابة بالفيروس بمختلف مصالح "كوفيد 19" التابعة للمؤسسات الاستشفائية المتواجدة بوهران، لافتا إلى أن الأطقم الطبية، سجلت خلال هذه الفترة الزمنية بين 40 إلى 45 إصابة بالفيروس وحالة وفاة واحدة، وهو أمر يبعث على التفاؤل بعد نجاح المصالح الصحية في حصر رقعة الوباء في عدد من المناطق التي شهدت ارتفاعا كبيرا لعدد الإصابات، مبينا أن الأرقام كانت مرعبة وصادمة منذ شهر ونصف تقريبا، كانت وهران تدون رقما هائلا في الإماتة بمعدل 3 إلى 6 وفيات وأكثر من 140 إصابة في اليوم الواحد. أما بشأن المرضى الذين يشغلون آسرة العناية المركزة، كشف الدكتور يوسف بخاري رئيس مصلحة الوقاية، عن أن عدد الحالات المتواجدة بغرف الإنعاش بلغ 7 مرضى أغلبيتهم من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة على غرار الحساسية، الربو، الضغط الدموي وغيرها من الأمراض المزمنة التي تعاني منها الفئات الهشة، التي ساهمت بشكل محسوس في تأزم الحالة الصحية للمصاب بفيروس كورونا. على هذا النحو، البروفيسور، إن الوضع الصحي في الجزائر، بات يقتضي منا التعايش مع الفيروس بتفعيل مخطط البروتوكول الصحي وفرض كل أشكال الوقاية والسلامة الصحية إلى حين عودة الحياة الطبيعية التي ستتحسن مع بداية التلقيح، موردا أن وهران على أهبة الاستعداد لمباشرة عمليات التلقيح بمجرد وصول الحصة الأولى منه. من جهته، اعترف بهلولي مصطفى الأخصائي في التخدير والإنعاش بالمؤسسة الاستشفائية العمومية ببوفاريك، بتحسن الحالة الوبائية طيلة الأسابيع الأخيرة، بعدما انخفضت حصيلة الإصابات اليومية، ما أدى إلى تقلص كبير في نسبة الإماتة، في مقابل استقرار الحالات الحرجة أو الصعبة، الأمر الذي خفّف وفق تقديره من الضغط الذي عرفته المستشفيات بشكل عام، في مقابل تأكيده على ارتفاع نسبة التعافي التي بلغت 94 في المائة إلى حدود الخميس الماضي، كما وصل معدل ملء أسرّة الإنعاش المخصصة ل"كورونا" إلى 23 المائة، وعزا المتحدث هذا النجاح الجزائري في تقويض انتشار طفرات جديدة في وباء كورونا، إلى انخراط المواطنين في احترام مسلسل التدابير الصحية، علاوة على القيود وإجراءات الغلق التي فرضتها الجزائر لفرملة الفيروس ومنعه من ضرب البلاد. وشدد الدكتور بلهلولي، ضمن تصريحه، على أن "انخفاض الحالة الوبائية سيساعد الجزائر على إنجاح عملية التلقيح المرتقبة لأنه لا يمكن إعطاء جرعة اللقاح للشخص المصاب بالمرض، وإنما ينبغي التريث إلى حين شفائه، ولكن عدم إصابة الأشخاص سيسهل وتيرة تلقيح الجزائريين في الأيام المقبلة، متابعا قوله، ان المناعة التي تحصل بالإصابة بالمرض ليست كتلك التي تحصل من خلال أخذ اللقاح، لأنه من خلال اللقاح هناك دراسات علمية وأبحاث متابعة للحالات، واللقاح آمن، عكس الإصابة التي تكون فيها حالات حرجة.