البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - قلّل الباحث والمؤرخ الجزائري محمد العربي زبيري من أهمية قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفع السريّة عن جزء من أرشيف بلاده إلى غاية العام 1970 ، بما يشمل أرشيف الفترة الاستعمارية للجزائر، فيما اعتبر المجاهد والأكاديمي عمار بوحوش الخطوة الفرنسية مجرد حركة انتخابية من ماكرون لمواجهة المنافسة اليمينية في الاستحقاقات المقبلة إلى جانب سعي إدارته لكسب دعم جزائري في قضايا دولية. وقالت الرئاسة الفرنسية اليوم الثلاثاء في بيان، إن الرئيس ماكرون "اتخذ قرار السماح لدوائر المحفوظات بالمضي قدما اعتبارا من يوم غد في رفع السرية عن وثائق مشمولة بسرية الدفاع الوطني..حتى ملفات العام 1970"، وأوضح البيان أن هذا القرار "يظهر أن فرنسا تتقدم بسرعة بسرعة كبيرة" في تطبيق ماجاء من توصيات في تقرير بنجامين ستورا بخصوص ملف الذاكرة مع الجزائر.
محمد العربي زبيري يدعو إلى تأسيس مدرسة وطنية للتاريخ وأكد محمد العربي زبيري في تصريح ل"البلاد.نت" أن قضايا تاريخية كثيرة يجبّ أن تتمّ تسويتها قبل الحديث عن الأرشيف بقوله :"لن يكفي الأرشيف، بل يجب الاهتمام بمحتوى هذا الأرشيف وما وراءه "، قبل أن يتساءل:" أين هي ديون الجزائر التي لم تدفعها فرنسا؟ أين هي التعويضات عن الأعمال الإجرامية؟". وتابع زبيري يقول:"عندما يغتصب عدوّك جوانب من حياتك كيف تتصوّر أنه سيتعامل معك فيما بعد؟ هل سيعطيك الحقيقة؟ أبدا، هل سيساعدك على أن تصل إلى ما ينبغي أن تكون عليه؟ أبدا". بالمقابل دعا الباحث إلى تأسيس مدرسة وطنية للتاريخ في الجزائر من أجل كتابة التاريخ الوطني كخطوة أساسية من لإعادة بناء الدولة الجزائرية، وقال زبيري بهذا الخصوص:"كيف سنتعامل مع الأرشيف قبل أن نؤسس مدرسة التاريخ الوطنية"، وأضاف:"قبل أن نتعامل مع الأرشيف الفرنسي عن الجزائر من الضروري أن نعرف أنفسنا". كما أشار الباحث زبيري إلى أن أرشيف الجزائر لا يوجد في فرنسا فقط، ولكن الجزء الأهم منه موجود في تركيا وحتى في دول عربية، وهو ما يستدعي لضبطه وجمعه وجود مدرسة قائمة للتاريخ واهتمام أكبر بمادة التاريخ حتى نعرف أنفسنا.
عمار بوحوش: يجب أن تكون للجزائر تصوّرات واضحة إزاء مستقبل العلاقات مع فرنسا من جهته، اعتبر المجاهد والأكاديمي الجزائري البروفيسور عمار بوحوش، أن السلطات الفرنسية بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون تحاول استقطاب أصوات الأحزاب اليمينية -خصومها السياسيين- في الانتخابات المقبلة، من خلال خطواتها الأخيرة في إطار ملف الذاكرة مع الجزائر. في نفس الوقت، تسعى باريس إلى الحصول على تأييد الجزائر في عدّة ملفات دولية على غرار الملف الليبي، وهو ما يفسّر حسب البروفيسور بوحوش، مبادرتها إلى اتخاذ خطوات تهدئة مع بلادنا تطبيقا لما جاء في التقرير الذي أعدّه بنجامين ستورا. ومن أجل أن تؤول هذه الخطوات إلى إنصاف فعلي لذكرى شهداء الثورة الجزائرية وتضحياتهم، اعتبر البروفيسور بوحوش أن ذلك يتوقّف على وجود رؤية واضحة وعلى وبذل جهود أكبر من الجانب الجزائري على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية فيما يخصّ ملف الذاكرة، فضلا عن صياغة تصوّرات إزاء مستقبل العلاقات مع فرنسا أيضا.