قناة إخبارية تؤجج النعرات الطائفية بين أصغر دولتين في الخليج فجر فيلم وثقافي بثته قناة ”الجزيرة” تناول موضوع ”انتهاكات حقوق الإنسان” في البحرين”، أزمة دبلوماسية حقيقية بين الدوحة والمنامة، حيث قامت الخارجية البحرينية أمس، بتسليم السفارة القطرية في العاصمة البحرينية مذكرة احتجاج على خلفية البرنامج الذي بثته ”الجزيرة الإنجليزية” الخميس الماضي والذي بث تقريرا عن الأحداث التي شهدتها المملكة حينما اندلعت احتجاجات تطالب بإصلاحات. وحرك الفيلم الوثائقي ”البحرين·· الصراخ في الظلام” مياها هدأت قبيل أكثر من شهرين، تبعتها تصاريح ومقالات غير رسمية، تستنكر في الغالب ما بثته القناة، التي رآها الكثيرون أنها ليست سوى صوت مؤجج ومثير للنعرات المذهبية والطائفية· وقال البحرينيون وعلى رأسهم وزير الخارجية، إن في ”الجزيرة” من يريد إثارة القلاقل ويشعل النيران في العلاقات بين الدولتين، وبين القيادات السياسية فيهما، فيما ألقى فريق آخر الملامة على دولة قطر التي تحتضن القناة، وتساهم بجزء كبير من رأس مالها· وهذه الخلافات المتجددة ليست هي الأولى بين الدولتين، لكن المثير أن قناة ”الجزيرة” هي المشذبة الخاصة بغالبيتها. فمن تقرير الفقر والمحتاجين، مرورا بتقارير دورية عدة عن الاحتجاجات في المملكة الصغرى في الخليج، تجدد القناة دخولها وتصويرها أحداث وقضايا البحرين بصورة وطاقم متخفيين· وفي ظل أنباء تتوارد بين فينة وأخرى من المنامة عن قرب صدور قرار من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة يقضي بتعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. استبعد الإعلامي البحريني موسى الخالدي أن تصدر المملكة أي قرار بشأن قناة عملت بشكل متخف داخل البحرين، وصوّرت الأمور عكس مجراها، مبينا أن ”قيادة البحرين تعلم أن قادة قطر بعيدون عن التعمد في بث تقرير أو فيلم كهذا”· وأضاف الخالدي أن المطلوب الأهم الآن؛ هو في كيفية اعتذار ”الجزيرة” عمّا ورد في الفيلم الذي صوّرته إبان الاحتجاجات في فيفري الماضي، وأظهرت فيه أن القيادات والقوات الأمنية في البحرين انتهكت حقوق الإنسان، وهي أساسا من كانت تخطط لانقلاب في نظام الحكم وإخلال الأمن في البحرين بعيدا عن الاحتجاجات السلمية· من ناحية أخرى، كان الموقف القطري الرسمي من الاحتجاجات بعيدا عمّا بثته ”الجزيرة”، حيث أبدت مع منظومة دول الخليج رفضها جملة وتفصيلا، أية محاولات للتدخل الأجنبي في شؤونها، وأنها ستواجه بحزم وإصرار كل من تسوّل له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية، أو بث الفرقة بين أبناء الدولة أو المجلس الخليجي، أو تهديد أمنه ومصالحه، وأن أي إضرار في أمن دولة من دوله يعد إضراراً في أمن دوله كافة·