كشف بلقاسم باباسي، رئيس جمعية عبد الرحمان الثعالبي، عن وجود 6640 ممضي على عريضة تطالب باسترداد مدفع بابا مرزوق الذي استولى عليه الفرنسيون منذ غزوهم للجزائر ووضعوه كنصب تذكاري في مدينة بريست الفرنسية الى يومنا هذا· وأصاف أن الرئاسة الفرنسية تلقت ملفا ضخما يثبت جزائرية المدفع وضرورة تثمينه في بلده الأصلي· وقال باباسي في حديث ل”البلاد” إنه تلقى هذه المرة ردودا جد إيجابية من طرف السلطات الفرنسية فيما يخص المحاولات التي قامت بها الجزائر من اجل استعادة هذا المدفع الأسير· وأشار نفس المتحدث إلى أن المدفع العملاق ”بابا مرزوق” هو المدفع الذي ارتبط اسمه بالتاريخ الجهادي للجزائر، وأن فرنسا رغم أنها تحتفظ بذكرى سيئة عن بابا مرزوق قامت بالاستيلاء عليه كي لا يفضح عارها· للإشارة، فإن حادثة سرقة مدفع بابا مرزوق وقعت عندما فشل الداي حسين في إقناع الأميرال بوقف العدوان على المحروسة وأحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها وعددهم 13 وقذفهم من فوهة المدفع بابا مرزوق الواحد تلوالآخر، وتكررت قصة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع الذي أطلقوا عليه اسم ”القنصلي” انطلاقا من تلك الذكريات السيئة، عام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي ”ديستري” إلى الجزائر انتقاما لذكرى الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسياً من بينهم قنصل فرنسا في الجزائر في فوهة بابا مرزوق وقذف بهم جميعا في البحر، ومن ساعتها دخل هذا المدفع الذاكرة الفرنسية حتى أنه أخذ حظه في الأغاني الشعبية الجزائرية التي احتفت بمدفع بابا مرزوق· تجدر الإشارة إلى أن باباسي أصدر كتابا يحكي فيه قصة المدفع ولاقى رواجا كبيرا في الجزائر وباريس·